المحاماة وبناء العقارات عمله الأساس. أمّا السينما والإنتاج، فهوايته التي يحترمها: «عندما أمارس عملاً فنّياً، أحاول قدر الإمكان أن أكون محترفاً، ولا سيّما أنّه ليس مصدر عيشي الأساسي. أول ما كتبته هو أفلام تلفزيونية من إخراج إيلي أضباشي، أحدهما عن سفاح القربى وآخر عن التحوّل الجنسي. وأول أعمالي في السينما من حيث الكتابة والإنتاج والتمثيل كان مع شادي حنا وفيلم «خبصة». الفيلم الثاني هو «كارونا» الذي سيُعرض قريباً على الشاشة الصغيرة. وأدّيت أخيراً دورَ موسيقيّ في الموسم الثالث من «عروس بيروت»».

الممثل والكاتب والمنتج عبودي الملاح ظهر أخيراً عبر الشاشة مروّجاً لبرنامج «نص المزح جد» (lbci). بعدما شكّل وجه حملة البرنامج الترويجية، لم يره المشاهدون في الحلقة الأولى، بل كانوا مع الممثل إيلي متري، الذي قال إنّ «اختيار عبودي الملاح للإعلان عن البرنامج، كان بسبب وسامته وهو مقدّم البرنامج». حين نسأل الملاح عن الأمر، يوضح: «البرنامج من إنتاج NGO ألمانية هي «فريدريش إيبرت»، وصيغة البرنامج أميركية. لا أحد اخترع البارود على صعيد الأفكار، وكان يُفترض أن يكون «نص المزح جد» في هذا الإطار». ويشير إلى أنّ التواصل معه تمّ من قبل مانويل لحّود لتقديم البرنامج والمشاركة في الكتابة، «بعد ذلك، لم أعد أشعر أنّ البرنامج يمثّلني. لا أستطيع تقديم عمل بدون قناعة به». ويرى أنّ البرنامج موجود شكلاً ولكن على صعيد المحتوى «أتصوّر أننا بعيدون عن المحتوى الأصلي الأميركي كما يجب أن يكون، وصار أقرب إلى ستاند آب كوميدي من حيث نوعية النكت. أحب متابعة هذا النوع وأقدّره ولكن لا أرى نفسي فيه». وعن الدراما التلفزيونية اللبنانية، يقول لنا: «وصلني العديد من العروض بعد فيلم «خبصة». وكان جوابي هو الرفض لأنّ تصوير المسلسلات يحتاج إلى شهور طويلة في بعض الأحيان، وهذا يتعارض مع عملي، والسبب الآخر هو ندرة المحتوى الذي أراه مميّزاً. ما زلنا بعيدين عن المستوى المطلوب. الاعتناء بالصورة والديكور والألوان ممتاز، لكن من حيث المضمون والكتابة، فلا أرى تفسيراً للتمسّك بكتّاب بعيدين عن مستوى الكتابة المطلوب «ومش شغلتن»». في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي، تواصل مع الملاح القائمون على مسلسل «عروس بيروت» من «أم بي سي» لتقديم دور في الموسم الثالث. يعلّق: «لم أكن أتابع المسلسل، وحين قرأت دوري ووجدت أنّه لموسيقي يقيم حفلةً كبيرةً ويسجّل أغنية، تحمّست لخوض هذه التجربة كوني مغرماً بالموسيقى».
وهنا، يعلن الملاح أنّ في جعبته مسلسل دراما قانونية عن «جرائم الشرف» (16 حلقة) من كتابته، «وكالعادة النفحة الرومانسية والكوميدية حاضرة. أبحث حالياً عن كيفية تنفيذه وتقديمه، إلى جانب فيلم أنهيت كتابته، لكنّ الأزمة الاقتصادية الحالية قتلت السينما إلى حد ما، وليس هناك إقبال على الصالات، لذا فالعمل عليه معلّق». ويختم الملاح الحديث عن مشكلة الدراما اللبنانية. قائلاً: «أضعنا هُويتنا بعدما كنا الروّاد في الدراما في العالم العربي. لكنّ التقليد اليوم صار هو الأساس، مع أنّ لدينا جيلاً جديداً مبدعاً بالأفكار، ويمكنه تقديم مواضيع «خارج العلبة». هناك مَن يقلّد الأتراك، أو السوريين ونسينا أنفسنا، في حين أنّ الآخرين نجحوا بسبب تمسّكهم بخصوصيتهم وتراثهم في مسلسلاتهم».