يركز هذا الوثائقي «الزائف» غير العادي لسكورسيزي، على أغرب وأروع جولة قام بها ديلان طوال مسيرته الغنائية، في عام 1975. بين الواقع والخيال، يعرض الفيلم مرحلة إبداعية غريبة في مسيرة ديلان الطويلة والمتغيرة. طوال حياته، كان يصعب دائماً فصل الحقيقة عن الخيال. عمداً، ابتكر روبرت زيميرمان (اسمه الحقيقي) شخصية غريبة وحياة غامضة خاصة به. لا شيء يمكن كتابته عنه يمكن اعتباره حقيقياً تماماً. وسكورسيزي يعرف ذلك تماماً، ولذلك لا يمكن أبداً معرفة ما هو حقيقي في هذا الوثائقي.
يضم الوثائقي الكثير من الأغاني والمشاهد الحية والمقابلات
فكرة الجولة هي إقامة حفلات موسيقية صغيرة للجميع، للأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على تذاكر الصفوف الأمامية، فالجولة لم تحرز نجاحاً مالياً، ولكنها تعدّ إحدى أكثر الجولات أسطوريةً في تاريخ الروك أند رول. كان للجولة خصوصية، إذ أنّ العديد من الفنانين المشهورين قاموا بها، في خضم فضيحة «واترغايت» والأزمة الاقتصادية بعد هزيمة فييتنام. كان النجوم يجولون على المدن الصغيرة ويلعبون في بعض الأحيان في قاعات البينغو ودور رعاية المسنين والجمعيات الاجتماعية. قرّر ديلان المشاركة واستسلم على الخشبة بطريقة مكثفة ونشيطة وعنيفة تقريباً.
الكثير من الأغاني والمشاهد الحية والمقابلات. قصص ومواقف وعلاقات قد تكون حدثت أو لم تحدث على الإطلاق. لا يُكشف عن أي لغز في حياة ديلان، بل تمت إضافة ألغاز كثيرة. يدخل ديلان مع سكورسيزي في اللعبة، ولا يؤكد أو ينفي شيئاً خلال المقابلة الطويلة. يقول: «الحياة لا تتعلق بإيجاد نفسك أو العثور على أي شيء. الحياة عبارة عن خلق نفسك وخلق شيء ما». وهذه هي روح الفيلم، ومنطق الوثائقي الزائف. الحقيقة الوحيدة ليست الواقع، بل تلك التي اخترعناها من أجل البقاء.
Rolling Thunder Revue: A Bob Dylan Story by Martin Scorsese على نتفليكس