منذ تأسيسه في عام 2010، احتل إنستغرام موقعه بين أشهر مواقع التواصل الاجتماعي. إلى جانب الأشخاص العاديين والنجوم، أثار الموقع المخصص لنشر الصور والفيديوات شهية العاملين في مجالات عدّة، أبرزها الموضة والجمال والطهي والتصميم.
مع مرور الوقت، وكما غيره من شبكات السوشال ميديا، صار إنستغرام وسيلة أساسية في عمليات التسويق. لكن من لم يتنبّه لأهمية هذه المنصة في سوق الأعمال الفنية، كان عليه أن يلتفت للأمر في نيسان (أبريل) الماضي بعدما زار الممثّل الاسكتلندي ــ الأميركي بيرس بروسنان (الصورة) صالة العرض الخاصة بدار مزادات «فيليبس» في لندن والتقط صورة سيلفي أمام قطعة فنية يقدّرها كثيراً. إنّها The Lockheed Lounge، وهي عبارة عن كرسي ألومنيوم للاسترخاء يحمل توقيع المصمّم الصناعي مارك نيوسن. نشر بروسنان الصورة على حسابه على إنستغرام، مرفقاً بتعليق: «ليبدأ المزاد». هذه الخطوة كانت كفيلة بأن تضرب «فيليبس» رقماً قياسياً من خلال تحقيق Lockheed Lounge لـ 3.7 ملايين دولار أميركي. فهل يمكننا القول إنّ ما قام به النجم الهوليوودي أسهم في زيادة الاهتمام بالقطعة؟ «من الصعب الربط مباشرةً بين ذكر بيرس لنا على انستغرام والإنجاز الذي تحقق.

نشر بيرس بروسنان
صورة له مع Lockheed Lounge التي كسرت رقماً قياسياً
غير أنّ الأكيد أنّ الأمر زاد من رغبة الناس في اقتناء القطعة». هذا ما قالته قبل أيّام مديرة الاستراتيجيات الرقمية في «فيليبس» ميغان نيوكوم، في اتصال مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. وأضافت «كان مزاداً حماسياً جداً. كان لدينا مضاربون عبر الهاتف والإنترنت»، شاكرةً بطل فيلم How to Make Love Like an Englishman على دعمه.
إذا افترضنا أنّه لا رابط مباشراً بين المسألتين، يبقى مؤكداً أنّها ليست المرّة الأولى التي تتأثّر فيها سوق الفن بصور وجدت طريقها إلى إنستغرام. أكدت «نيويورك تايمز» في مقال لنينا سيغال أنّه خلال السنوات القليلة الماضية تحوّل هذا الموقع إلى «ملجأ» بالنسبة إلى الكثير من الفنانين المعاصرين، والغاليريهات، ودور المزادات، وجامعي القطع الفنية. عمد هؤلاء إلى استخدام هذه المنصة للترويج لفنّهم، وللإسهام في بيعه، ولإعطاء الجمهور نظرة واضحة من خلف كواليس استديواتهم ومعارضهم.
ولا شك أنّ لإنستغرام أهمية كبيرة للفنانين، خصوصاً أنّه يمكّن مستخدميه من التعرّف إلى فنانين آخرين يعملون في مجال اهتمامهم، من خلال خاصية Discover (اكتشف).
في هذا السياق، أوضح منسّق المزادات سيمون دي بوري للصحيفة نفسها أنّ المثير للاهتمام في هذا التطبيق هو «مدى السرعة التي يمكن عبرها للناس متابعة المزادات الحاصلة حول العالم»، علماً بأنّ أكبر دور المزادات مثل «كريستيز» و«سوذبيز» تستخدم حسابتها الرسمية على إنستغرام لنشر صور لقطع محدّدة من مزادات مقبلة.
نجوم الغناء والتمثيل دخلوا على هذا الخط منذ زمن أيضاً، كيوم حمّل الثنائي الشهير بيونسيه وجاي. زي صوراً لهم على إنستغرام إلى جانب قطع فنية اشتروها أو يفكّرون في اقتنائها في Art Basel في ميامي.
وكانت الصحافة الأجنبية قد أوردت خبر شراء الممثل الأميركي ليوناردو دي كابريو للوحة جان بيار روي بعنوان Nachlass مقابل 15 ألف دولار عبر الهاتف إثر رؤيتها عبر الموقع المذكور. لكن مكتب بطل فيلم Blood Diamond نفى أن يكون إنستغرام هو السبب.
صحيح أنّ إنستغرام لا يملك آلية واضحة لبيع وشراء الفن بعد، إلا أنّ دوره بات ملحوظاً في الآونة الأخيرة في تحفيز حصول الكثير من الصفقات، فهل يمسي قريباً أداةً أساسية في هذا المجال؟