القاهرة | عكس المتوقع، لم يعلّق النجوم المحسوبون على الثورة المصرية، على الحكم القاضي بتبرئة المتهمين في «موقعة الجمل» الشهيرة. الحكم الذي صدر أول من أمس، صدم المصريين، وخصوصاً أنّ «موقعة الجمل» تعدّ من أبرز أحداث «ثورة يناير» التي يراهن الجميع على أنها لن تُمحى بسهولة من ذاكرة المصريين.
في الثاني من شباط (فبراير) 2011، اجتاح ركّاب الخيول والجمال ميدان التحرير بعد ساعات على خطاب عاطفي قدّمه الرئيس المخلوع حسني مبارك، وانهالوا بالضرب على المتظاهرين الذين سقط منهم في ذاك اليوم عشرات الشهداء، على أمل أن ينجح المهاجمون في إجبارهم على إخلاء الميدان وسط القاهرة. ورغم البراءات التي حصل عليها كل من شارك في قتل الثوار ما عدا مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، جاء الحكم القضائي في «موقعة الجمل» صادماً؛ لكون هذه العملية وُثِّقت تلفزيونياً، وكون كثيرين أكدوا أنّ المتهمين (عددهم 25 من وزراء ورموز الحزب الوطني) حرّضوا الخيالة وسائسي الجمال على اقتحام الميدان.
مع ذلك، ولأسباب مختلفة، غابت التعليقات عن الحسابات الرسمية لنجوم كثر، من بينهم خالد الصاوي، وعمرو واكد. الأخير موجود حالياً في لجنة تحكيم «مهرجان شيكاغو السينمائي». كذلك خالد أبو النجا موجود في الأردن لحضور فعالية سينمائية. ولم يعلّق خالد النبوي على حكم البراءة ولا حتى الكاتب علاء الأسواني. حسابات هؤلاء على تويتر هامدة منذ أيام، فيما جاءت التعليقات الغاضبة من أسماء أخرى بارزة، ولو أقل نجومية. المخرج عمرو سلامة قال عبر تويتر: «لم أبارك لأحد على براءته، ولا مباركة إلا للشعب وأهالي الشهداء يوم إثبات التهم على الجناة وعقابهم، عندما نحيا في دولة عدل حقيقية». الإعلامي محمود سعد علّق على الحكم بالمثل الشعبي «زغردي ياللي انتي مش غرمانة»، وقد قصد أنّ الفرحة من نصيب من ليس له علاقة بالقضية أصلاً، فيما تساءل الإعلامي والمحلل الكروي علاء صادق: «خرج جميع المتهمين الكبار من موقعة الجمل براءة لنقص الأدلة. أين البلطجية الصغار الذين قُبض عليهم في الميدان وسُلِّموا للشرطة العسكرية؟»، في إشارة إلى أنّ كل من دخل التحرير يوم الموقعة خرج من دون أن يطاوله القانون رغم الدماء التي أريقت. فيما كان الإعلامي والشاعر عبد الرحمن يوسف الأكثر غضباً، فكتب العديد من التغريدات من بينها: «موقعة الجمل عليها آﻻف الشهود، وسنثأر لشهدائها الذين سقطوا أمام أعيننا وهم يقفون بجانبنا فداءً لنا». وأضاف يوسف: «سنثأر لشهدائنا. سنحاسب القاتل والمحرض، سنحاكم شاهد الزور والمحقق المتواطئ وقاضي التدليس، مسألة وقت، ﻻ تقلقوا». وتوجّه إلى الرئيس محمد مرسي من دون ذكره بالاسم «إلى كبار المسؤولين: بإمكانكم أن تنالوا شرف تسريع إجراءات القصاص أو أن تدخلوا تاريخ الخزي والتخاذل... أنتم أحرار!».