الجزائر | يبدو أنّ التصريحات النارية التي أطلقها فضل شاكر منتقداً الوسط الفني العربي، ومهاجماً قسماً كبيراً من المغنين، لن تجد طريقها إلى النسيان. بينما اختار بعضهم الردّ على صاحب «روح» برفع دعاوى قضائية أو إصدار بيانات مضادة، كما فعل رامي عيّاش، قرّر آخرون الاعتصام بالصمت كوردة الجزائرية، التي دعاها شاكر إلى الاعتزال وارتداء الحجاب. لكن الساحة الفنية لم تكن وحدها التي تفاعلت مع تصريحات شاكر. صفحات مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت بالمواضيع والكتابات التي علّقت على هذا الموضوع، وخصوصاً في الجزائر. وفي وقت هاجمه فيه البعض بسبب انتقاده لوردة، وقف كثيرون إلى جانبه، مؤكّدين أنّه لم ينتقد النجمة الجزائرية، بل طلب منها الاعتزال «قائلاً إنه يحبّها، عكس ما فعل مع باقي الفنانين».
وكان فضل شاكر قد قال إنه يحبّ «وردة، ولذلك يجب عليها احترام سنّها، وارتداء الحجاب والذهاب لأداء فريضة الحج». وانطلاقاً من هذا التصريح، أعلن عدد من الشباب الجزائريين، أنهم يفكّرون في إنشاء صفحة على فايسبوك بعنوان «تأييداً لفضل شاكر». وكشف هؤلاء أنّهم يرفضون «الوساخة في الوسط الفني»، لكنّ آخرين ردوا عليهم متسائلين: «إن كان فضل سلفياً كما يقول، فلماذا ما زال يغنّي ولا يعتزل؟».
وكانت وردة التي تقيم حالياً بين الجزائر والقاهرة، قد صرحت في آخر ظهور تلفزيوني لها عبر برنامج «هذا أنا» على mbc مع الإعلامية رانيا برغوت أنّها لن تتوقف عن الغناء، ولن تعتزل، بل تتمنى الموت على المسرح. وكشفت أنّه بعد تعرّضها لوعكة صحية، طلب منها ابنها الإعتزال «لكنّ الأطباء نصحوني بالاستمرار، خوفاً من إصابتي باكتئاب شديد بسبب ابتعادي عن المسارح والأضواء».
وشنّت بعض الصحف الجزائرية حملة وهجوماً حادين على فضل شاكر بسبب طريقة حديثه عن وردة، التي تعدّ «هرماً في عالم الطرب العربي»، لكن هذه الصحف فوجئت بالتعليقات التي وردت على موقعها الإلكتروني، إلى درجة حجب بعضها بسبب هجوم هذه التعليقات على وردة وتأييدها لفضل شاكر. وقد كتب بعض المعلّقين: «لماذا نكران الحقيقة، ألا يعترف الجميع بأن ألبوم وردة الأخير جاء مخيّباً للآمال، ونشازاً موسيقياً واضحاً؟ لماذا تكذب وردة على نفسها وتريد الاستمرار في الغناء؟ أم أنها تريد أخذ زمنها وزمن غيرها؟»، كما ألقى عدد كبير من المعلقين الجزائريين اللوم على صاحبة «بتونّس بيك» نظراً إلى مشاركتها في برامج لا تتلاءم مع تاريخها الفني الكبير على غرار «ستار أكاديمي»، وحتى «تاراتاتا» قائلين إنّها «لم تكتف فقط بالغناء في هذه السن، وبصوت يقتله التعب، بل قرّرت أيضاً الظهور في برامج مثيرة للجدل».
في هذا الوقت، رد آخرون من عشاق وردة، مؤكدين أن هذه الأخيرة، «تحترم سنها جيداً، بل تتحداها، وهو ما ثبت من خلال ألبومها الأخير «اللي ضاع من عمري»، والفيديو كليب الذي جاء محترماً بإدارة المخرجة السينمائية المصرية ساندرا نشأت». وطالب عدد كبير من محبي وردة بمقاطعة فضل شاكر، وعدم دعوته إلى المشاركة في مهرجانات وحفلات في الجزائر «لأنّ التجرؤ على وردة يعني التجرؤ على جزء مهم من تاريخ البلاد».