«إكس مراتي»... الفيلم الكوميدي الأبرز هذا الموسم

أسبابٌ ثلاثة تفسّر المستوى العالي لفيلم «إكس مراتي» (ﺇﺧﺮاﺝ معتز التوني، وﺗﺄﻟﻴﻒ كريم سامي وأحمد عبد الوهاب)، أحدث إصدارات السينما المصرية. أوّلها المواقف المضحكة التي يثيرها التناقض بين الشخصيات، إضافة إلى الاختيار المميّز لفريق العمل من الأبطال والمساعدين، وأخيراً خبرة المخرج في نسج الأحداث الكوميدية.
والشريط مرشّح ليكون الأبرز لموسم الصيف على المستوى الكوميدي، بعدما استحوذ «ولاد رزق 3» (ﺇﺧﺮاﺝ طارق العريان وﺗﺄﻟﻴﻒ صلاح الجهيني) على شباك التذاكر في عيد الأضحى الماضي، قاطعاً الطريق أمام أي منافس!

بالنسبة إلى اسم الفيلم الجديد، فهو مستوحى من كلمة «إكس» المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعني «السابق». وكالعادة، باتت المفردة الأجنبية رائجة بين المصريّين، لكن لا يمكن الحسم بأنّ الهدف من اختيار الاسم تجاري بحت، إذ يرتبط أيضاً بشكل وثيق بالمحتوى. وفي الوقت نفسه، غاب المنطق عن بداية الفيلم بغية الوصول إلى الصيغة الكوميدية الثلاثية: رجلان وامرأة. وتفصل بين الزوج السابق والحالي فوارق كبيرة، تجعل حبكة الكوميديا سهلة نوعاً ما.

تتمحور الأحداث حول حياة زوجين يعيشان مع طفلٍ يتّضح سريعاً أنه ابن الزوجة من رجل متوفّى. يعمل الزوج الحالي طبيباً نفسياً. هو هادئ الطباع يتعامل بمرونة مع الأزمات ويبدو مستسلماً خائفاً من التسبّب بأيّ مشكلات. وكجزءٍ من مهامه، يكون مسؤولاً عن تقييم السجناء نفسياً. يخدعه أحدهم، وهو مجرم خطير وعنيف، بأنّه تغيّر إلى الأفضل أثناء وجوده في السجن. لكن عند إطلاق سراحه، يكتشف الطبيب أنّ زوجة المجرم السابقة هي نفسها زوجته، لتبدأ المطاردة المتعمّدة، علماً أنّ المجرم لم يكن على دراية بالحقيقة في البداية. ثمّ تقترب ساعة المواجهة تدريجياً بتحفيزٍ من الزوجة.



بالطبع، يدور كلّ ما سبق ضمن إطارٍ كوميدي يستند إلى تناقض شخصية المجرم وثقافته مع شخصية الطبيب، من دون أن ننسى الزوجة العالقة بينهما، إلى جانب ظهور العصابة التابعة للزوج السابق.

نتج من التناغم بين الممثل الكوميدي هشام ماجد وصاحب الشعبية الكبيرة في المحروسة حالياً محمد ممدوح، مشاهد مميّزة عدّة، ولا سيما أنّ الأخير بات قادراً على أداء التراجيديا والكوميديا بالمستوى نفسه. وأدّت الممثّلة المصرية أمينة خليل دور الزوجة بجاذبية، إذ أقنعت المشاهد بأنها تستحقّ مَن يتنافسان عليها، مع العلم أنّ المبرّر الذي استخدمته لإخفاء حقيقة زوجها الأوّل غير مقنع. لكنّ الجمهور الذي يسعى إلى التسلية والضحك، لن يتوقّف طويلاً عند هذا التفصيل.

نجح المخرج معتز التوني في خلق حالة من تدفّق المواقف الطريفة وفي استثمار قدرات الممثّلين الآخرين أيّاً كانت مساحات حضورهم، من بينهم مصطفى غريب، وعلي صبحي، وخالد كمال. أمّا الممثّلين المصريّين عماد رشاد وألفت إمام، فلم يظهرا سوى في مشهد واحدٍ لم ينقصه الإبداع.

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي