زكية الديراني........
أعادت الحرب الاسرائيلية على غزة التي دخلت شهرها الثاني، الحديث عن المناضلين الفلسطينيين ضد العدو الاسرائيلي. فقد غزت أقوال المناضلين صفحات السوشال ميديا، وراح الناشطون يستعرضون سير الذين تركوا بصمة في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
في العام 2019، إنطلق ريكاردو كرم بتسجيل «بودكاست» يحمل إسم «حديث مع ريكاردو» ينشره على صفحاته على السوشال ميديا، لكن الظروف الاقتصادية التي عاشها لبنان إلى جانب جائحة كورونا، لم تسعفا كرم في مواصلة عمله، الأمر الذي أدى الى تجميده. أخيراً، قرر المحاور العودة إلى مشروعه في الـ «بودكاست» وهذه المرة من قلب القضية الفلسطينية.
هكذا، خصّص الاعلامي اللبناني حواره من خلال الحدث الآني الذي يتعلّق بالحرب على غزة، وإستضاف المناضلة ليلى خالد في حوار نشر أخيراً.
«أنا سعيد أني حاورت ليلى خالد في هذا التوقيت من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وأعطى اللقاء زخماً للناس بأنّ لا شيء مستحيلاً في الحياة». بهذه العبارات يجيب كرم في إتصال معنا، حول الاسباب التي أدّت إلى محاورته ليلى خالد. يغوص الاعلامي في حياة المناضلة التي إعتبرت أول إمرأة تشارك في خطف الطائرة الاميركية عام 1969، قائلاً «ليلى لها أثر وصداها مستمرّ أكثر من قبل. اللقاء معها كان مفعماً بالأمل، فهي تعرف كيف تتحدث بحكمة ووضوح عن الصراع. لقد كررت على مسامعي العبارة الشهيرة التي قالها لها الروائي غسان كنفاني والتي تختصر الصراع «إما عظماء فوق الأرض أو عظاماً في جوفها»».
وعن أهمية لقاء ليلى في ظلّ الحرب التي تشهدها غزة حالياً، يجيب: «عايشت ليلى زمن الكبار والمثقفين. لقد قامت بعملية خطف الطائرة أواخر ستينيات القرن الماضي، ولكن كانت تلك الخطوة الحلّ الوحيد أمامها للاضاءة على القضية الفلسطينية في وقت لم يكن فيه سوشال ميديا. اليوم المعركة تدور في قلب السوشال ميديا. الناس حول العالم يتابعون ما يحصل في فلسطين، ولم نكن لنرى هذا الزخم في التظاهرات في الدول لولا الفضاء الافتراضي».
بالنسبة الى كرم، فإن توقيت المقابلة مناسب جداً للاضاءة على الصراع، «كل شخص يرى الحدث من منظوره وحسب المنطقة التي يعيش فيها في لبنان. عندما كبرت وبدأت أفهم معنى النضال الفلسطيني والعمل الفدائي، رسمت صورة في مخيلتي عن ليلى قبل أن أراها وأحاورها. لقد إستغرقت الحلقة يوماً كاملاً للتصوير، ونفذّت عن بعد. ولكن صداها ملفت، إذ حققت نسبة مشاهدة وإستماع عالية».