خلال مسيرته الفنية الطويلة والحافلة، دفع البريطاني رودجر ووترز (1943) ثمن مناصرته للقضية الفلسطينية مراراً، هجوماً وتضييقاً واتهاماً بـ«معاداة السامية والعنصرية»! وفي هذا السياق، ألغت بلدية مدينة فرانكفورت وولاية هيسن الألمانية حفلة للفنان الذي شارك في تأسيس فرقة الروك البريطانية الأسطورية «بينك فلويد» كانت مقرّرة في 28 أيار (مايو) المقبل. وذلك على خلفية آرائه المعارضة للاحتلال الإسرائيلي وجرائمه، وسط ترحيب إسرائيلي واستنكار ناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.أفادت بلدية فرانكفورت في بيان بموافقة قاضي الصلح على طلب من مجلس المدينة وحكومة ولاية هيسن بإلغاء حفلة ووترز، مضيفةً أنّ الإلغاء جاء بسبب «السلوك المناهض لإسرائيل باستمرار» من قبل الفنان الذي وصفته بـ«أشهر المعادين للسامية في العالم».
وأضاف البيان أنّ دعوات ووترز المتكررة للفنانين إلى مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، ومقارنته إياه بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ما هي إلا شكل من أشكال «معاداة السامية».
وفي مقابل الترحيب الإسرائيلي بهذه الخطوة، استنكر ناشطون على السوشل ميديا محاربة المدينة الألمانية لووترز بسبب مواقفه المندّدة بالانتهاكات الصهيونية.
في هذا الإطار، قالت منظمة «الصوت اليهودي للسلام» الألمانية إنّ «إسرائيل أصبحت فاشية أكثر فأكثر، لكنّ ألمانيا لا تزال تدافع عن هذه الدولة». من ناحيتها، غرّدت منظمة «فنانون من أجل فلسطين» البريطانية: «بينما يتم تنفيذ برنامج مناهض للفلسطينيين، وأثناء اشتعال النار في الضفة الغربية وإصابة 98 فلسطينيّاً ومنع سيارات الإسعاف من الدخول، ألغت فرانكفورت حفلة رودجر ووترز بسبب التضامن مع الفلسطينيين».
ورداً على هذا القرار، وقّع فنانون وقادة في مجال حقوق الإنسان عريضة تطالب الحكومة الألمانية بالرجوع عن قرارها.
وفي تعليقه على القرار، أفاد ووترز بأنّ «منصتي بسيطة: هي تنفيذ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 لجميع إخواننا وأخواتنا في العالم، بمن فيهم الموجودون في منطقة نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط. ودعمي لحقوق الإنسان هو دعم عالمي. وهو ليس معاداة للسامية التي تنطوي على البغض والعنصرية اللذين أدينهما بلا تحفظ كما أدين جميع أشكال العنصرية».