«في غيابي، اقتلعوا الشجرة التي حفرتُ عليها اسميْنا. ولتعويضي عن خسارتي العظيمة، اقترحوا أن أطلب ما أشاء، مكاناً لاسمينا معاً، ومن خشبها، يصنعونه لي فوراً: مقعداً، مائدةً، لعبةً، سُلَّماً، شجرةً.. قلتُ: مَركباً ... فصنعوا تابوتاً». تقول الشاعرة التونسية سامية ساسي تلك الجمل الموغلة في الأثر فلا يجد الشاعر السوري هاني نديم خيراً منها لينعيها بعدما رحلت صباح أمس! لعلها نعوة مناسبة أيضاً للمعارك والمجازف السوري جمال الظاهر (1984 ــــــ 2023) الذي غادرنا أمس بعد معركة قصيرة نسبياً مع مرض خبيث ورحلة سريعة في حياة قاتمة!لن تحتاج سوى لدقائق لتصبح صديق الرجل، بطيبته الواضحة ولهجته «الجزراوية» المحببة. ولن يزعجك كلّ ما قد تسمعه لاحقاً عن محاولاته اقتحام عالم الإخراج. أمضى الظاهر معظم مشواره المهني في تنفيذ المشاهد الخطيرة القتالية وغير القتالية، كما لعب مع فريقه الكثير من المشاهد الخطرة في العديد من الأعمال السورية والعربية. درس تصميم المعارك لمدة ثلاث سنوات في براغ، ثم انتقل إلى معهد الجودو العالمي «كودوكان» في اليابان، وخضع لدورة مكثفة لمدة تسعة أشهر. هناك اختص في الفنون القتالية الشرقية والتايلندية والكورية واليابانية والصينية، بعد ذلك انطلق لسوق العمل وكان حاضراً بقوة في عالم الدراما، وقد نفّذ كبرى المعارك في الدراما العربية. من المسلسلات السورية والعربية التي أخرج معاركها ونفّذ مع فريقه مشاهدها الخطيرة: «القعقاع بن عمرو التميمي» و«الظاهر بيبرس»، و«هدوء نسبي» و «شارع شيكاغو» وغيرها الكثير... فور انتشار الخبر، نعاه كبار نجوم الدراما السورية الذين لم ينتهوا بعد من واجب العزاء بالممثل الراحل شادي زيدان.