قبل «تيك توك» و«بي ريل» وحتى خاصّية الـ«ستوريز» التي أطلقها «سناب شات» وانتقلت إلى غالبية التطبيقات اليوم، كان هناك تطبيق «ڤاين» (Vine)، وهو أوّل منصّة تواصل رقمية تعتمد بشكل حصري على الفيديو. افتتح «ڤاين» جيلاً جديداً من السوشال ميديا بعيداً عن المنصّات «التقليدية» مثل فايسبوك وإنستغرام وتويتر في حينها، أي سنة 2012، ممهّداً الطريق أمام ظهور منصّات يغلب فيها المحتوى ذات الطابع المتحرّك.اعتمد «ڤاين» المملوك من «تويتر» على فيديوات لا تتعدّى مدّتها الثواني الستّ، تتكوّن من مقاطع تصوَّر داخل التطبيق فقط عند الضغط المستمرّ على الشاشة، منتجةً شريطاً متكاملاً يدمج المقاطع المصوّرة. واشتهر، خصوصاً بين الشباب، بالمحتوى الموسيقي والكوميدي وحتى التسويقي، منتجاً مشاهير ومؤثّرين تمّت تسميتهم «ڤاينرز» تماماً كما تسمية «تيك توكرز» اليوم. وقد وصل عدد مستخدمي التطبيق إلى قرابة المئتَي مليون، قبل أن تقرّر الشركة المالكة إغلاقه سنة 2016. ثمّ أعقبت ذلك بترك التطبيق تحت اسم «ڤاين كاميرا» لمدّة قصيرة، حيث سُمح للمستخدم بتصوير الفيديوات وإمّا حفظها أو نشرها على تويتر، لكنّ التطبيق بحلّته الجديدة قوبل بانتقادات، فتمّ حذفه نهائيّاً سنة 2019، وأعلنت تويتر أرشفته مع كلّ ما نُشر عليه سابقاً.
لكن منذ استحواذ إيلون ماسك على تويتر، عادت أحلام قديمة تراود بعض مستخدمي المنصّة، ومنها إعادة إحياء «ڤاين». هكذا، قال الملياردير الأميركي يوم الأحد الماضي، إنّه يجب على الشركة استعادة التطبيق الخاصّ بالفيديوات القصيرة «ڤاين»، بنسخة أفضل. وإعلان ماسك هذا جاء ردّاً على تغريدة لمهندس QA السابق في تويتر، كريس روان، توجّه بها إلى ماسك بالقول: «إنّها مأساة كيف قتلت تويتر «بيريسكوب» (تطبيق بث مباشر أغلقته الشركة سنة 2021) و«ڤاين». كان في كلا التطبيقَين الكثير من المبدعين الموهوبين والمخلِصين الذين استخدموهما بشغف وأقاموا تواصلاً حقيقياً مع الناس. بعض من أفضل ذكريات عملي في تويتر كانت خلال العمل على هذين التطبيقين، أعيدوهما». وقوبل ردّ ماسك بتعليقات مشجّعة على عودة «ڤاين»».
وكان ماسك في تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي قد نشر استطلاعاً على تويتر، سأل فيه المستخدمين عمّا إذا كانوا يعتقدون أنّه يجب إعادة تطبيق «ڤاين»، فأتت النتيجة بغالبية إيجابية. وفي الشهر التالي، قال إنّه «سيبحث» عن طريقة لاستعادة مقاطع الفيديو القديمة من التطبيق.