يوم الجمعة الماضي، خسرت صناعة الموضة العالمية اسماً لامعاً معروفاً بأسلوبه المتفرّد وفساتينه المعدنية وتصريحاته الغريبة. عن عمر 88 عاماً، رحل الإسباني باكو رابان في فرنسا التي يعيش فيها منذ أن لجأ إليها مع عائلته بعد ثلاث سنوات من اغتيال نظام فرانكو لوالده الجنرال رابانيدا بوستيغو عام 1936.وُلد باكو رابان، واسمه الحقيقي فرانسيسكو رابانيدا كويرفو، في 18 شباط (فبراير) 1934 في إقليم الباسك، وتحديداً في سان سيباستيان حيث كانت والدته تعمل لدى المصمم كريستوبال بالنسياغا. تخرّج الراحل من جامعة «بوزار» للفنون الجميلة في باريس، حيث درس الهندسة المعمارية. بدأ حياته المهنية بصنع الأكسسوارات والمجوهرات وربطات العنق والأزرار التي كان يصممها لـ «ديور» و«سان لوران» و«كاردان»، قبل أن ينطلق منفرداً في مجال الموضة، ليجعلها تنبض بالحياة بما يتماشى مع المواد والتقنيات الجديدة. في عام 1966، قدّم تشكيلته المكونة من 12 فستاناً مصنوعة من مواد معاصرة، في عرض استفزازي لعارضات أزياء من أصول أفريقية رقصن حافيات للمرّة الأولى. ومع أنّ النماذج الأولى من هذه الفساتين كانت تزن 30 كيلوغراماً، إلا أنّها حققت نجاحاً فورياً.
كما أنّه اشتهر بتصميم أزياء عصر الفضاء الفرنسي.
وبعد عامين ، ظهرت جين فوندا بزيّ من تصميمه في فيلم الخيال العلمي «بارباريلا»، فيما ارتدت نجمات أخريات من توقيعه كالفرنسيتَين بريجيت باردو وفرنسواز هاردي ترتديان. والكلّ يذكر الفستان المصنوع من الورق المعدني الذي ألبسه باكو رابان للأميركية ليدي غاغا عام 2011 خلال احتفال توزيع جوائز MTV.
علماً أنّ لبنان احتضن ثلاثة عروض لتقديم مجموعتَيْه لعامَيْ 1975 و1976. وفي عام 1971، جمعته صورة فوتوغرافية بـ «ملكة جمال الكون» آنذاك اللبنانية جورجينا رزق ومواطنتها الممثلة سيلفانا بدرخان.
طوال مسيرته المهنية، حافظ على نوع من التكتّم، وأثارت بعض تصريحاته الغريبة وتنبؤاته الخطرة ضجة، كما حدث عام 1999، حين توقّع في أحد كتبه تدمير باريس بسقوط محطة «مير» الفضائية عليها، مستنداً إلى قراءة شخصية جداً لنبوءات نوستراداموس. في العام نفسه، توقفت داره عن نشاطها في تصميم الأزياء الراقية لإعادة التركيز على الملابس الجاهزة. أما هو الذي ابتعد شيئاً فشيئاً من المهنة، فبقي يشارك في لجان تحكيم مهرجانات الأزياء.