عرف الجمهور الممثل السوري هاني شاهين خلال عمر كامل! لعب الرجل مجموعة كبيرة من الأدوار إلى جانب احترافه مهنة مدير الإنتاج. لكّنه حفر في ذهن المشاهد من خلال حضوره الدائم في سلسلة «مرايا» ومن ثم مجموعة من المسلسلات الشامية أبرزها النسخة الأصلية من «باب الحارة» (الراحل بسام الملّا) لكّنه منذ فترة أقصي تقريباً عن المشهد التلفزيوني، مع محافظته على حضوره المستمر منذ تاريخ طويل في السلسلة الإذاعية الشهيرة «حكم العدالة». ليلة امس، تحوّل الرجل إلى نجم تم تداول اسمه بكثافة بعد استضافته في برنامج «إنسان» (عطية عوض) وحديثه الصريح وقد ناهز الـ 83 من عمره عن أنه يعيش ظروفاً إنسانية ساحقة. فقد أمضى عشرون يوماً على الزيت والزعتر هو وزوجته، ونسي الفواكه منذ سنة، كما أنه اضطر لبيع سيارته ليفي ديونه. ويعجز عن تركيب سماعة طبية بسبب معاناته من نقص سمع، كما روى كيف احتالت عليه إحدى شركات الإنتاج وطلبت منه موافاتها على عجل لتصوير مشاهد ممثل آخر كان قد اعتذر في اللحظة الأخيرة. وهو ما فعله من دون أن يتلقى أي ليرة من أجره. ووجه نداء لشركات الإنتاج قائلاً: «مستعد للعمل مجاناً لكن لا تتركوني أرحل دون أن أصنع شيئاً يليق بالختام». اللافت بأن ظهوره تزامن مع فيديوات النجم ياسر العظمة التي يطلقها على حساباته الافتراضية، ويوجه فيها تحيات لنجوم «مرايا» بينما ينتقد في فيديوات ثانية حال الدراما السورية وما وصلت إليه، من دون أن يخطر في باله مجرّد السؤال عن زميله القديم ورفيق دربه وإحدى الزوايا الثابتة في مسلسله! على أيّ حال مجرّد عرض الحلقة، راحت فيديوات «المساعد نوري» نحو التداول الكثيف فيما حمّل بعض الفنانين المسؤولية للنقابة لتتصدى رئيسة فرع النقابة في دمشق الممثلة تماضر غانم لكل التعليقات السلبية التي تمس مؤسستها، معتبرة بأنه عبارة عن تطاول وبأن الفواتير التي تدفعها النقابة والشغل الذي تنجزه موثّق ومستعدة لنشره. كان الجانب المشرق من كلّ ما حصل بأن الممثل السوري كان قد تلقى قبل ظهوره في هذا اللقاء عرض عمل في مسلسل «خريف عمر» (ورشة كتاب بإشراف رانيا الجبان وإخراج المثنى صبح). أما بعد ظهوره ذاك، فقد دعاه المنتج فراس الجاجة «أفاميا الدولية» ليكون حاضراً بشكل دائم في سلسلة اللوحات الدرامية التي ينجزها لمجموعة منصات عربية. كذلك، تلقى مقدم البرنامج والممثل السوري اتصالات عدّة تقترح عليه الدعم والمساندة.الرجل صار حديث الشارع السوري اليوم، لكّن مع حسرة صريحة وواضحة تقول: هذا فنّان استطاع أن يوصل صوته، لكن نحن من يوصل صوتنا وظروفنا أصعب منه، ولا نملك أصلاً سيارة لنبيعها ونوفي ديوننا!