شدّد المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الأميركي تيم بورتون بعد تكريمه عن مجمل مسيرته خلال «مهرجان لوميير» في مدينة ليون الفرنسية على أنه «متفائل جداً بالنسبة إلى السينما»، واصفاً إيّاها بأنّها «فن يربط الناس أكثر من غيره».وخلال مؤتمر صحافي عقده أوّل من أمس السبت غداة تسلّمه الجائزة، قال مخرج «مارس أتاكس» و«إدوار سيسوهاندس» إنّه «قبل بضع سنوات لم يعد في هوليوود سوى نهج واحد، وكل شيء مهيأ للبث التدفقي و«نتفليكس» والتلفزيون».
وأضاف أنه أدرك بعد الجائحة أنّ السينما «لا تزال مهمة، وأنها ستبقى موجودة دائماً، وأنها شكل فني يسمو فوق كل شيء».
وأكد بورتون الذي يعود فيلمه الأخير «دامبو» إلى عام 2019 وستعرض له «نتفليكس» في تشرين الثاني (نوفمبر) سلسلة Wednesday المقتبسة من عالمه والمكوّنة من ثمانية أجزاء أنه لم ينتهِ من السينما: «أريد التأكد من أن الفيلم التالي الذي سأخرجه سيكون فعلاً ذا مغزى بالنسبة إليّ».
واعتبر الفنان البالغ 64 عاماً أنّ «نتفليكس» اليوم «استديو كأي استديو آخر»، وأنّ «هوليوود تفسح دائماً لأصوات مختلفة».
وقال بورتون من جهة أخرى أنه فهم في مرحلة «دامبو» أنّ الوقت حان لوقف العمل مع «ديزني»، الاستديو الذي انطلق منه، مضيفاً: «أدركت أنني مثل «دامبو»، أعمل في سيرك كبير أحتاج فيه إلى الهروب».
تمكّن بورتون طوال مسيرته التي امتدت 35 عاماً من أن يكوّن مكانة خاصة لنفسه في السينما الهوليوودية، من خلال عالمه المشهدي الرقيق والمظلم في الوقت نفسه، من «باتمان» إلى «بيتلجويس»، مروراً بـ «بيغ فيش» و«سليبي هولو».
ظهرت بعدسة بورتون مجموعة كبيرة من الممثلين، من بينهم مايكل كيتون، وجوني ديب الذي شارك في ثمانية من أفلامه، وهيلينا بونهام كارتر شريكة حياته السابقة وأم ولديه.
وقد ساهم تعاونه الطويل مع المؤلف الموسيقي داني إلفمان الذي ألف له بعضاً من أجمل موضوعات السينما المعاصرة، في صياغة أسطورة تيم بورتون، بحسب إدارة مهرجان «لوميير».
أُطلقت «جائزة لوميير» في عام 2009 من جانب «معهد لوميير» الذي أداره المخرج برتران تافيرنييه حتى وفاته في آذار (مارس) 2021، للاحتفال بشخصية سينمائية تقديراً لمجمل أعمالها وللعلاقة التي تربطها بتاريخ السينما.
هذه الجائزة الممنوحة في ليون، مسقط رأس السينمائي لوميير، أصبحت على مر السنين إحدى أكثر الجوائز المرموقة في نظر أوساط العاملين في المهنة والصحافة الدولية.
وخلفَ السينمائي المتحدر من ولاية كاليفورنيا الأميركية، المخرجة النيوزيلندية جين كامبيون التي نالت الجائزة عام 2021، والأخوين داردين في عام 2020 ومواطنه فرانسيس فورد كوبولا في 2019.
ومن أبرز من حصلوا على الجائزة أيضاً جين فوندا، وونغ كار واي، وكاترين دونوف، ومارتن سكورسيزي، وبيدرو ألمودوفار، وكوينتين تارانتينو، وكين لوتش، وجيرار دوبارديو، وميلوش فورمان، وكلينت إيستوود.
واعتبر بورتون مازحاً أنّ حصوله على هذا التكريم أشبه «بحضور المرء جنازته!».