اكتملت الصورة أخيراً، وتمّ الإعلان عن كلّ الأفلام العربية المرشّحة لأوسكار 2023 عن فئة «أفضل فيلم أجنبي».قبل أيّام قليلة، اختار لبنان فيلم «دفاتر مايا» (إخراج: جوانا حاجي توما وخليل جريج) لتمثيل البلاد في الحدث الهوليوودي.
على مدى 100 ودقيقتين، يتناول الشريط قصة «مايا»، المرأة اللبنانية التي انتقلت الى العيش مع والدتها المقيمة في كندا، منذ أكثر من 30 عاماً، بصحبة ابنتها المراهقة «أليكس» في مونتريال. عشية عيد الميلاد، يتلقين شحنة عير متوقعة في داخلها دفاتر وأشرطة كاسيت وصور، كانت قد أرسلتها «مايا» عندما كانت لا تزال تعيش في بيروت، إلى أعزّ صديقاتها التي هاجرت إلى فرنسا عام 1982. في الشريط (إنتاج شركة أبوط ــ بيروت Haut et court و Microscope ــ فرنسا/ كندا) ، ترفض «مايا» فتح الصندوق أو مواجهة ذكرياتها، في مقابل حماسة ابنتها للغوص في هذا الأرشيف واكتشاف أسرار والدتها. هكذا تدخل«أليكس» في رحلة ما بين الخيال والواقع، وتغوص في عالم مراهقة والدتها الصاخبة والعاطفية خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وتكتشف ألغاز الماضي الخفي
أما تونس، فوقع اختيارها على «تحت أشجار التين» للمخرجة أريج السحيري. والفيلم إنتاج فرنسي ــ تونسي ــ سويسري مشترك، وتدور أحداثه حول مشاركة شباب من مختلف الأعمار في موسم جني التين في تونس، أحاسيسهم وأحلامهم وطموحاتهم. علماً أنّه التجربة الروائية الطويلة الأولى في رصيد صاحبته.
من جانبه، رشّح المغرب «القفطان الأزرق» (118 د)، من تأليف وإخراج مريم توزاني، الذي يتحدّث عن التحول والتقاليد والحب بمعناه الواسع، وهو إنتاج مشترك بين نبيل عيوش وأمين بنجلون. وتدور القصة حول شخصيتي «حليم» (صالح بكري) و«مينة» (لبنى أزابال). إنّهما زوجان يديران متجراً للقفاطين في مدينة سلا، تنضم إليهما شخصية «يوسف»، تلميذ شاب يشاركه «المعلم حليم» الشغف الجارف نفسه لمهنة الخياطة. علماً بأنّ قائمة الأبطال تشمل أيضاً: أيوب ميسيوي، ومونيا لمكيميل، وحميد الزوقي وغيرهم.
وهنا، تجدر الإشارة إلى أنّ الشريط من بين الأعمال العربية المشاركة في الدورة الثامنة والثلاثين من «مهرجان حيفا السينمائي الدولي»، المستمرّة في الأراضي الفلسطينية المحتلة لغاية 17 تشرين الأوّل (أكتوبر) الحالي، وأثارت موجة استنكار عارمة في أوساط مناهضي التطبيع.
وكانت اللجنة الجزائرية لانتقاء الأفلام قد أعلنت عن اختيار الفيلم الروائي الطويل «إخواننا» للمخرج رشيد بوشارب للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي ضمن الدورة الخامسة والتسعين من احتفال توزيع جوائز أكاديمية فنون وعلوم السينما الأميركية.
الفيلم من بطولة سمير قاسمي ورضا كاتب ولينا خوذري، ويتناول قصة مقتل المهاجر الجزائري «مالك أوسكين» (22 عاماً) على يد عناصر من الشرطة الفرنسية خلال احتجاج طلابي على إصلاحات التعليم الجامعي في ليل الخامس من كانون الأوّل (ديسمبر) 1986. وأصبح «مالك» رمزاً للكفاح ضد العنصرية وعنف الشرطة في فرنسا. إذ خرج مئات الآلاف من طلبة وصحافيين وغيرهم، إلى الشارع محتجّين في تظاهرة سلمية على جريمة الشرطة، في 36 مدينة فرنسية.
ورشّح الأردن فيلم «فرحة» للمخرجة دارين سلّام، الذي يتشارك بطولته كرم طاهر وأشرف برهوم وعلي سليمان وسميرة الأسير، ويقول صناعه إنه مستوحى من أحداث حقيقية لفتاة فلسطينية تبلغ من العمر 14 عاماً وتحلم بالانتقال من قريتها الفلسطينية إلى المدينة لمواصلة تعليمها. لكنّ تعرّض القرية للاجتياح يدفع الأب إلى إخفائها في غرفة صغيرة، وعلى مدى أيام يتغير مسار حياتها.
بدورها، اختارت لجنة مستقلة من العاملين في القطاع السينمائي الفلسطيني فيلم «حُمّى البحر المتوسط» من إخراج وكتابة مها الحاج لتمثيل فلسطين. الشريط من بطولة عامر حليحل وأشرف فرح وعنات حديد، وتتناول أحداثه قصة «وليد» الذي يعيش برفقة عائلته لكنه يعاني من الاكتئاب بسبب عدم تحقيق ذاته في مهنة الكتابة حتى يتعرّف على جاره المحتال «جلال»، فتنشأ بينهما علاقة صداقة تتحول لاحقا إلى مأساة.
وكان لافتاً هذا العام إعلان اللجنة المسؤولة في «نقابة المهن السينمائية» عن اختيار الفيلم المصري المرشح للمشاركة في الأوسكار، عدم ترشيح أي فيلم مصري، الأمر الذي أثار ضجة وغضباً على الساحة السينمائية المحروسة.
علماً أنّه يحق لكل دولة ترشيح فيلم واحد للمنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي، وهي الأفلام الروائية الطويلة المنتجة خارج الولايات المتحدة، قبل إعلان القائمة الأولية للترشيحات المقبولة في 21 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
ويتم إعلان القائمة القصيرة في 24 كانون الثاني (يناير) 2023، تمهيداً لإقامة الاحتفال الـ 95 لجوائز الأكاديمية الأميركية لعلوم السينما وفنونها في مسرح «دولبي» في لوس أنجليس في 12 آذار (مارس) 2023.