هاني شاكر في دمشق. إذاً فلنتجهّز للدموع! أشهر المغنّين المصريين الذين رسّخوا بفنّه فكرة المعاناة بعد العلاقات العاطفية الفاشلة، سيقيم حفلة في الشام بعد سنوات غيابه الطويلة علماً أنه كوّن بصوته وأدائه خلال مشواره الطويل جزءاً وافراً من الذاكرة السمعية للجمهور العربي، وحقق نصيباً وحظوة صريحة لدى السوريين. صحيح بأن هناك جزءاً من «السمّيعة» يشعرون بالطاقة السلبية والتشاؤم من بعض أغنياته، لكّن الغالبية العظمى من جيل ثمانينيات وحتى أوّل تسعينيات القرن الماضي لا يستذكرونه من دون التعقيب التالي: «هاني شاكر يذكّرني بمراهقتي».الحفلة ستقام في 15 أيلول (سبتمبر) المقبل، مع «الفرقة الوطنية السورية للموسيقى العربية» بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، بالتعاون والتنسيق بين «دار الأوبرا» السورية و«نقابة الفنانين» السوريين. وقد أعلن الطرفان عن عقد مؤتمر صحافي يوم الأربعاء الماضي، ليتم إلغاؤه بعد تأكيد موعده بسبب وفاة المايسترو حسام الدين بريمو (1962/2022) وأعيد تحديد موعد جديد أمس الأحد في الساعة الخامسة مساء، ثم ليتم تأجيله مرة ثانية لمساء اليوم في مقرّ نقابة الفنايين السوريين في شارع بغداد! هذا التضارب في تحديد الموعد ربما يكون لأن الحفلة تشكّل واحداً من التعاونات النادرة بين الأوبرا والنقابة. الأخيرة ما زالت تعاني من تبعات قرار منع مغنيتين من مغنيات الملاهي الليلية من إقامة حفلات في سوريا، علماً بأن شاكر كان قد قدّم استقالته من نقابة الموسيقيين المصريين بعد جدل هائل حول أدائه وقراراته المشابهة لقرارات نقيب الفنانين السوريين محسن غازي.
وبحسب ما علمت به «الأخبار»، فإنّه سيتمّ فتح منافذ البيع لهذا الحفل قبل أسبوع واحد من موعده، وأن ثمن البطاقة سيكون 5000 ليرة سورية بما يعادل حوالي دولار أميركي واحد فقط، وهي الأسعار التي تعتمدها الدار في كلّ حفلاتها وستدعو الإعلام لمراقبة عملية البيع، التي يتوقع أنها لن تستمر أكثر من دقائق معدودة، نتيجة الإقبال الجماهيري الهائل، وهو ما سيدفع الأوبرا لمحاولة إقناع شاكر بإقامة حفلة ثانية. علماً أنه يمكن أن تكون للمغني المصري الشهير أكثر من حفلة مع جهات خاصة في دمشق وغيرها. وفي سياق مشابه بدأت إدارة «دار الأوبرا» السورية التواصل مع الموسيقي العالمي ياني لمحاولة إقناعه بالقدوم إلى سوريا وإقامة حفلة جماهيرية على خشبات مسارحها!