«هكذا ننتهي من تصوير المسلسل السعودي القصير «بنات الثانوي». كانت رحلة حلوة وممتعة بكل شيء فيها. تفاجأت بالطاقات والمواهب عند الممثلين. سأرجع من السعودية وأنا أحمل في قلبي محبة كبيرة لأهلها وناسها!». كان هذا تصريح المخرجة السورية رشا شربتجي بعد تجربتها الأخيرة والتي لم تُعرض بعد. المرأة التي تترك خلفها آثاراً بليغة أينما حلّت، وتتمتع بذكاء ثاقب لا يمكن نكرانه حتى من ألدّ خصومها وأشرس أعدائها. الأمر يبدو جلياً عندما نكتشف أنّها لم تكتف في زياتها تلك بمسلسل قصير، ومناسك العمرة التي أدّتها، بل تبدو ملامح قطافها لثمار مهنية إضافية، قد تكون أنضج ما يمكن أن يصل إليه مخرج سوري مع السعودية! فعليّاً تتحضر مخرجة «الولادة من الخاصرة» (كتابة سامر رضوان) لتسدّ الفراغ الذي تركه مواطنها المخرج الراحل بسّام الملا، والذي كان يلعب من خلال شركته «ميسلون» دور المنتج المنفّذ لصالح شبكة mbc، إذ تفيد التسريبات بأنّ شربتجي وقّعت مع المجموعة الإعلامية السعودية الشهيرة عقد إخراج مسلسل شامي بعنوان «مربى العزّ»، من كتابة علي معين صالح الشاب الذي كتب مسلسلها الأخير «كسر عضم» ولاحقته اتهامات الاستفادة الصريحة من نص قديم للسيناريست فؤاد حميرة تملكه شركة «كلاكيت» التي أنتجت «كسر عضم»! ومن المفترض أن يكون النص الجديد فسحة لتكريس موهبة الكاتب الناشئ الذي كان من المفترض أن ينجز جزءاً ثانياً لاستثمار نجاح الجزء الأوّل، لكنّ التراجع عن الخطوة حصل خشية من قبضة الرقابة الحديدية في سوريا، والتي لا يعرف أحد كيف مرّرت نص «كسر عضم» بينما تمنع الأقل منه جرأة بكثير.العمل الجديد الذي تدور أحداثه ضمن بيئة شامية دخل أمس الإثنين إلى الرقابة لإجازته، وسيكون المنتج المنفذ له في الشام شريك رشا القديم في الكثير من النجاحات، المنتج الفني إياد شهاب. وهو الرجل المشهود له بالاحترافية العالية، والدهاء المهني الرفيع، عدا أخلاقه ودماثته المعهودة. وربما تكون هذه الخطوة بمثابة مدماك تأسيسي لشراكة طويلة المدى بين الثنائي السوري والمجموعة الخليجية.
المسلسل مبدئياً سيكون من بطولة النجم عبّاس النوري إلى جانب النجمين محمود نصر وخالد القيش، فيما لم تحدد البطولة النسائية بعد.