بعد مرور أربعة أعوام على الإنقاذ المثير لمجموعة تتألف من 12 صبياً ومدرّبهم لكرة القدم من كهف في تايلاند، وجدت قصتهم طريقاً إلى الشاشة الفضية عبر فيلم «ثيرتين لايفز» (ثلاثة عشر روحاً) للمخرج الحائز أوسكار رون هاوارد.وكان الصبية، الذين كانت تراوح أعمارهم بين 11 و16 عاماً، ومدربهم ذو الخمسة والعشرين عاماً حينها يستكشفون أحد الكهوف في منطقة شيانج راي شمالي تايلاند في يونيو/ حزيران عام 2018 عندما غمرت مياه الأمطار الموسمية الأنفاق وحاصرتهم تحت الأرض.
بقي الصبية على قيد الحياة لتسعة أيام داخل الكهف الذي غمرته المياه جزئياً قبل أن يصل إليهم غواصان بريطانيان، إلا أنّ الأمر استغرق ثمانية أيام أخرى لاستخراجهم من ذلك الكهف.
ويعيد الفيلم تصوير المحنة التي استمرت 17 يوماً، حيث سحب متطوّعون ومهندسون وجنود ملايين الليترات من المياه من الكهف وحفروا في الصخور بحثاً عن فجوات للوصول إلى الصبية.
في مقابلة مع وكالة «رويترز» قال هاوارد لرويترز في احتفال إطلاق الفيلم يوم الإثنين الماضي: «ما تحقّق هو أمر مذهل. لا يتعلق الأمر فقط بالغواصين الأبطال ... كانت بالفعل (منظومة تشمل) مجتمعاً بأكمله ودولة بل والكثير من الدول (التي ساهمت) في النهاية في تحقيق أمر مذهل».
والشريط من بطولة الأميركي فيغو مورتنسن والأيرلندي كولن فاريل في دور الغواصين البريطانيين ريك ستانتون وجون فولانثين، إلى جانب الممثل الأسترالي جويل إدغرتون الذي يلعب دور هاري هاريس، الذي جُلب للمساعدة عندما أوشكت خيارات إنقاذ الصبية على النفاد.
واختير ممثلون تايلانديون وغير محترفين في أدوار داعمة، بالإضافة إلى العديد من الصبية الصغار الذين يقدمون أدوار أعضاء فريق كرة القدم «وايلد بور» ولم تكن لديهم خبرة سابقة في التمثيل.
يبدأ عرض «ثيرتين لايفز» في دور سينما مختارة في الولايات المتحدة وبريطانيا في 29 من تموز (يوليو) الحالي، على أن يُعرض عالمياً على منصة «أمازون برايم فيديو»، ابتداءً من الخامس من آب.
حضر ستانتون وفولانثين وأعضاء فريق الإنقاذ الدولي للغوص العرض الأوّل، وأشادوا بعرض هوارد للأحداث. وفي هذا السياق، أكد ستانتون اعتقاده بأنّه «من الجيد أن يعرف الناس ما حدث. إنّه ليس فيلماً وثائقياً، لكنه واقعي إلى حد بعيد».