«إن مقتل المخطط الاستراتيجي يعطيهم أملاً بالحرية»، بهذه العبارة يختتم وثائقي «سليماني» الذي بدأ تطبيق «شاهد» المنضوي تحت شبكة mbc عرضه. العمل الوثائقي الذي يدّعي أنّه يلقي الضوء على قائد «فيلق القدس» الايراني قاسم سليماني (1957-2020) من إعداد وكتابة الصحافية الفرنسية مغالي سير Magali Serre وأنتجه مواطنها أنطوني أورليانج Anthony Orliange وعرض للمرة الاولى عام 2021.ينطلق «سليماني» الذي تبلغ مدّته 52 دقيقة من مطار بغداد الدولي، وتقوم الكاميرات برحلة في أرجاء العراق وينقل بعض أحداث وفيديوهات وصور لسليماني الذي إغتيل خلال بعد خروج من مطار بغداد. يتضمن الوثائقي مقابلات مع عراقيين وايرانيين وكذلك رجال سياسة أميركيين وفرنسيين، يتحدثون عن سليماني.
يتلبّس الوثائقي شكلاً «موضوعياً» من خلال مقابلات مع جهات سياسية متنوعة لديها مواقف متفاوتة من سياسة سليماني، ولكن في المضمون فإن «سليماني» يحمل رسائل سياسية وتحريضية علنية. يحاول الوثائقي أن يصور القائد الايراني الذي لعب دوراً اساسياً في الأحداث في المنطقة والصراع مع العدو الاسرائيلي، بأنه كان من الضروري أن يقتل، بحسب العبارات التي ترددت على لسان الصحافية الفرنسية. يكشف الوثائقي أنّ الطائرات المسيرة التي اغتالت سليماني كانت في الاجواء قبل 20 ساعة من وصوله الى مطار بغداد حيث تمت تصفيته مع مجموعة من المرافقين له، ليعود لاحقاً ويكشف عن مدى عمق علاقة سليماني مع بعض الاطراف السياسية العراقية واللبنانية والسورية.
يخلص الوثائقي الى أن غياب سليماني لم يكون إلا غياباً جسدياً فحسب، بينما نفوذه لا يزال حاضراً في الدول التي تتمتع فيها إيران بنفوذ سياسي، ناهيك بإصرار القائمين على العمل على التصوير بأنّ الفوضى في العراق سببها وجود الايرانيين.
بعيداً عن الوثائقي الذي عرضه «شاهد» حصراً من دون أي مشاركة في الانتاج، فقد بات معروفاً أن التطبيق السعودي الذي يدّعي أنه متخصص في عالم الدراما والترفيه، ليس سوى بوق وذراع فنية لتمرير البروباغندا السعودية في المنطقة. يسعى التطبيق الذي يحاول التوسع بشكل لافت، إلى تمرير سياسة السعودية، وتلميع صورتها وصورة ولي العهد محمد بن سلمان.