اعتباراً من اليوم الخميس، يعرض ملتقى «أفلام» السينمائي الدولي في مدينة مرسيليا، في دورته التاسعة، نحو أربعين فيلماً من دول عربية، مع تركيز خاص على الجزائر وحضور للسعودية وسوريا.بعد عامين من القيود المرتبطة بتفشي وباء كوفيد-19، تستضيف ثاني كبرى المدن الفرنسية الملتقى السينمائي بنسخته التاسعة «مع تجذر أكبر في الماضي والتراث والإرث السينمائي»، وفق شارلوت ديفيرت العضو في الإدارة الفنية لمهرجان «أفلام» الذي يقام منذ عام 2013.
وأشارت ديفيرت إلى أنّ فكرة هذا المهرجان غير التنافسي الذي يستمر حتى الثالث من نيسان (أبريل) المقبل، تكمن في «إعطاء الأولوية لجميع الأفلام التي تأتي إلينا من الدول العربية، سواءً القصيرة أو الطويلة، القديمة أو الحديثة، ولكن نحاول أيضاً أن نخصص مساحة كبيرة للأفلام الوثائقية لأنها مساحة تزخر دائماً بالقدر الأكبر من ابتكارات الشكل».
وأضافت: «نريد أيضاً دعم الأفلام الأولى التي نعتقد أنها مهمة مثل فيلم عمر بلقاسمي (حلم) الذي يُعد من الأفلام الأولى النادرة باللغة الأمازيغية»، بحسب ما نقلت وكالة «فرانس برس».
وسيشكل العرض التكريمي لخمسة أفلام من توقيع المخرج الجزائري مرزاق علواش أحد الأحداث البارزة الأخرى في المهرجان الذي يستضيف أيضاً ندوة سينمائية ستقام في حضوره في وسط مرسيليا. علماً بأنّ علواش سقط منذ سنوات في مهوار التطبيع مع العدّو الإسرائيلي. ومن بين الأعمال التي ستُعرض أمام الحاضرين وثائقي «لعب عيال» للبنانية الراحلة نبيهة لطفي (1937 ــ 2015).
وسيتمكن الجمهور في المدينة المتوسطية خلال المناقشات «من طرح أسئلته بلغته الخاصة»، وفق ديفيرت التي قالت إن ذلك يشكّل «دعوة لجماهير مرسيليا لتكون قادرة على إعادة اكتشاف جزء من أصولها التي قد تتحدر من الضفة الجنوبية للمتوسط».
ومن المواضيع الأخرى خلال الحدث، ستُفتتح دورة جديدة حول السينما التراثية ستكرّم نضال الجزائريين بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال البلاد، بالإضافة إلى مقاومة الفلسطينيين، وستقدّم أخيراً أعمال أولى مخرجات الأفلام الوثائقية في المنطقة.
كذلك، للسعودية وسوريا حصّة في الحدث: «ففي المملكة، بدأ الإنتاج الروائي ينطلق منذ بضع سنوات بطريقة لافتة»، بينما بات الإبداع السوري «يركز بدرجة أكبر على السردية المسرحية، بعدما كانت أفلامه تتمحور خصوصاً حول الحرب أو أفلام الشهادات»، بحسب ديفيرت.