قل ما شئت عن فرانسيس فورد كوبولا، لكن الرجل ليس لديه مشكلة في المراهنة على نفسه. منذ تأسيسه شركة American Zoetrope للإنتاج في عام 1969، أطلق مسارات لصانعي الأفلام الذين يحاولون تقديم مشاريع خارج نظام هوليوود، انطلاقاً من رغبته في إنفاق أمواله الخاصة على أفلامه وعمله في تمكين صانعي الأفلام المستقلين الآخرين. ثم قرّر كوبولا الدخول في مجال تجارة النبيذ وبنى إمبراطورية من مزارع الكروم التي جنت له أموالاً أكثر بكثير مما فعلته أعماله السينمائية على الإطلاق. الآن، وفي سن الـ 82 خيث لم يتبق شيء لإثباته، أصبح المخرج الأميركي الشهير على استعداد للقيام بأكبر مجازفاته. أمضى كوبولا نصف حياته تقريباً في محاولة إيجاد تمويل لفيلم أحلامه Megalopolis، وهو يقول الآن إنّه مستعد لإنفاق 120 مليون دولار أميركي من أمواله الخاصة لتمويل الشريط بنفسه.
وُصف Megalopolis بأنّه فيلم ملحمي يستكشف الأفكار حول إمكانية بناء مجتمع طوباوي. من المفترض أن تجري أحداثه في نيويورك مستقبلية، تعتمد بشكل فضفاض على روما القديمة. ويبدو أنّ تكيت بلانشيت وأوسكار إسحاق وزندايا وفورست ويتاكر سيشاركون في العمل، على الرغم من عدم تأكيد الأمر رسمياً.
كوبولا ليس غريباً على فكرة رفض الاستديوات الكبرى لمشاريعه الطموحة. في مقابلة جديدة مع مجلة GQ، يتذكّر أنه بعدما صنع ثلاثية «العرّاب» الأسطورية، يمكن القول إنّه كان في ذروة نجاحه التجاري، ومع ذلك لم يتمكن من العثور على تمويل هوليوودي لـ Apocalypse Now.
وتابع: «لقد فزت بخمس جوائز أوسكار وكنت المخرج السينمائي الأكثر شهرة في المدينة وشاركت في فيلم Apocalypse Now وقلت: أود أن أقوم بهذا بعد ذلك. أنا أملك Apocalypse Now. هل تعرف لماذا امتلك Apocalypse Now؟ لأنّ لا أحد يريد ذلك». من الواضح أن رهانه على Apocalypse Now قد أتى ثماره، على الرغم من أنّ تجربة مماثلة بتمويل ذاتي (One From the Heart) أوقعته في مأزق مالي قيمته 26 مليون دولار قضى أكثر من عقد في محاولة الخروج منها. لكن بعد أن جمع ثروة من مزارع الكروم الخاصة به، لم يعد السينمائي الثمانيني قلقاً بشأن إعادة هذا الاستثمار.
وختم حديثه لـ GQ مشدداً على أنّه «لم أكن أهتم كثيراً بالتأثير المالي على الإطلاق... الأمر لا يعني شيئاً بالنسبة لي».