من داخل مخيّم عين الحلوة (صيدا- جنوب بيروت) كان فضل شاكر يسجّل أغانيه طيلة أربع سنوات ويطرحها على شكل «سينغل» من إنتاجه الخاص. كشف المغني «التائب» عن عشرات الأعمال من مخبئه في المخيم بعدما فرّ من الاحكام الصادرة بحقه من المحكمة العسكرية في قضية مشاركته في أحداث عبرا (صيدا) التي راح ضحيتها شهداء من الجيش اللبناني.من تلك البقعة الجغرافية المحاطة بعدد كبير من الكاميرات، إتخذ شاكر مقرّه، محاولاً الاعتماد على عائدات أغانيه من «يوتيوب». حاول المغني الذي أعلن «توبته» الفنية عام 2012 وإنضمّ إلى فريق أحمد الاسير الارهابي، تحريك مشاعر المستمعين بطرح أغنيات رومانسية، متكلاً على صيته الفني «الجيد» الذي حققه قبل عام 2012، يوم كان يعتبر فناناً من الطراز الرفيع. ظهر نجم أغنية «الحبّ القديم» تائهاً في محاولة لمحو الاحكام الصادرة بحقّه وهروبه من القضاء، عبر أغاني مكررة ومللة. وفي كل مرة كان يطرح فيها جديداً، كان المستمع يستعيد فيديوات شاكر وصورته القديمة في أحداث عبرا، حين رفع فيها صوت «التطرّف».
لكن كل ما قيل وتمّ توقعه في الفترة الماضية حول عودة شاكر إلى الساحة الفنية، أصبح حقيقة. بعد تجربة الفنان اللبناني المعتزل طرح أغنيات منفردة على مدار أربع سنوات متواصلة، كشفت «روتانا» أخيراً عن تعاقدها مجدداً مع شاكر بـ«ميني ألبوم». في هذا السياق، فاجأت «روتانا» متابعيها على السوشال ميديا بطرح برومو ترويجي لألبوم جديد مع فضل. لم تكشف الشركة التي أسسها رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال ويديرها حالياً سالم الهندي، عن وجه شاكر كاملاً، بل حاولت تمويه ملامحه، واضعةً عنوان «نجم مشتاقين له بحجم إحساسه. تتوقعون من الفنان الذي سيفاجئنا قريباً؟».
هكذا، بعد إنضمام شاكر لـ «روتانا» قبل العام 2003 وتقديم أجمل أغانيه وتحقيق هذا التعاون نجاحاً ملحوظاً قبل أن تفضّ الشراكة عقدها معه قبيل إعتزاله، يضع المغني والشركة المنتجة يدهما معاً في عمل فني جديد.
على الضفة نفسها، كشفت المعلومات المتداولة، أن المغني «التائب» تعاون مع «روتانا» بـ «ميني ألبوم» يتألف من ستّ أغاني سيطرح خلال الأيام القليلة المقبلة. أوضحت أن التفاوض بين الثنائي بدأ قبل أشهر، لكنه تعرقل بسبب أوضاع شاكر القانونية، إلى أن نتج عنه التوصل إلى اتفاق حول كيفية تسجيل الاغاني بدقة فنية عالية. وإستطاع متعهد الحفلات إياد النقيب جمع الطرفين معاً. وتوقعت المعلومات أن يكون التعاون الجديد بين شاكر و «روتانا» «إفتراضياً» فقط، أي أن يقوم على السباق على تحطيم أرقام المشاهدة والاستماع على «يوتيوب» فحسب. فمع تغير المعادلة الفنية إثر أزمة كورونا والتطورات التكنولوجية، لم تعد الحفلات في حسابات غالبية شركات الانتاج. بل بات تحطيم الارقام القياسية، هدفاً جديداً للحصول على مردود مالي من شركة يوتيوب وبعض الصفحات الافتراضية.
وتلفت المصادر إلى أن الالبوم سيتضمّن أغنية من كلمات الشاعر اللبناني أحمد ماضي تحمل إسم «دمعة»، إضافة إلى أغنية «يهون العمر لحبيبي» التي لحّنها الموسيقار الراحل بليغ حمدي وكتب كلماتها الشاعر هاني عبد الكريم، وقد تمّ تسجيلها قبل إعتزال شاكر بفترة بسيطة.
بإختصار، شاكر عاد رسمياً إلى الساحة، ليبقى السؤال: كيف لـ «روتانا» أن تتعاقد مع فنان هارب من القضاء اللبناني في قضية هزّت الساحة السياسية الداخلية؟ هل تلعب الشركة السعودية وساطة في ملف شاكر القانوني، أم أن التعاون بينهما سيكون إفتراضياً فقط؟