منذ بدء عرضه يوم الخميس الماضي على منصة البثّ التدفّقي الأميركية «نتفليكس»، ما زال فيلم «أصحاب... ولا أعزّ» (99 د ــ إخراج وسام سمَيْرة) يثير ضجّة على مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من البلدان العربية، من بينها مصر والأردن. غير أنّ الأمر لم يعد يقتصر على انقسام آراء المتابعين، بل وصل إلى حدّ اتهام صنّاعه بالترويج لـ «الفسق والفجور والتفلّت الأخلاقي والمثلية الجنسية»، بحسب ما تظهر جولة سريعة على السوشال ميديا وعدد من المواقع الإخبارية.الانتقادات بلغت أوجها في مصر التي تشهد في السنوات الأخيرة موجات تضييق وقمع على أصعدة مختلفة على رأسها الفن والإعلام. في المحروسة، نالت النجمة المصرية منى زكي التي تؤدي دور بطولة في الشريط النصيب الأوفر من التصويب، حتى أنّ هناك مع اعتبر أنّ مشاركتها فيه تعدّ «سقطة أخلاقية»، مستندين إلى المشهد الذي تقرّر فيه الشخصية خلع سروالها الداخلي قبل التوجّه إلى العشاء في منزل صديقَيْها برفقة زوجها (الأردني إياد نصّار).
المشهد في مصر شمل دعوى قضائية، وبياناً عاجلاً في مجلس النوّاب، وإنذاراً عاجلاً ضدّ المصنفات الفنية، بالإضافة إلى مشروع قانون لتجريم المثلية الجنسية!
في هذا السياق، تقدّم النائب مصطفى بكري ببيان إلى رئيس مجلس النواب قال فيه إنّ «أصحاب... ولا أعزّ» يحرّض على «المثلية الجنسية والخيانة الزوجية، وهذا يتنافى مع قيم وأعراف المجتمع المصري».
وفي مداخلة هاتفية خلال برنامج «كلمة أخيرة» (تقدّمه لميس الحديدي على On)، قال بكري: «هناك فارق كبير بين الحرية الشخصية التي لا يستطيع أحد أن يتدخّل فيها، والفيلم الذي يشارك في إنتاجه المصري محمد حفظي». وذكّر النائب بأنّ حفظي هو منتج فيلم «ريش» الذي أثار بلبلة قبل فترة وجيزة وفيلم «اشتباك» بعد ثورة 30 حزيران (يونيو)! كما أنّه اتّهم «نتفليكس» بإنجاز عمل «يضرب القيم والثوابت المجتمعية».
وللأسباب نفسها، رفع المحامي بالنقض أيمن محفوظ دعوى قضائية ضدّ الفيلم الذي صُوِّر في لبنان ويُعرض حالياً في 190 دولة حول العالم.
«أصحاب... ولا أعزّ» هو النسخة العربية من الفيلم الايطالي الناجح Perfetti Sconosciuti (غرباء بالكامل ــ تأليف فيليبو بولونيا) للمخرج باولو جينوفيز. ويضم الشريط الذي يعدّ أوّل إنتاجات «نتفليكس» السينمائية الأصلية العربية على قائمة أبطاله: المصرية منى زكي، والأردني إياد نصّار، إلى جانب اللبنانيين نادين لبكي وجورج خبّار وعادل كرم وديامان بو عبّود وفؤاد يمين.
أما إنتاجه، فمشترك بين شركات Front Row Filmed Entertainment وFilm Clinic وEmpire Entertainment وYalla Yalla.