بعد تجربته الإسبانية مع فيلم Everybody Knows، يعود المخرج الإيراني أصغر فرهادي إلى المنافسة في «مهرجان كان السينمائي الدولي» مع فيلم بعنوان A Hero (بطل) عن مجتمع إيراني ينهشه انعدام الثقة بين أفراده.وبعد تجربتين لم تقنعا النقاد عبر فيلمي The Past عام 2013 وEverybody Knows عام 2018، عاد المخرج إلى بلاده وموضوعاته المفضلة المتمثلة في إحصاء الشرور التي تعترض طريق التحرر والسعادة في المجتمع، مع فيلم روائي طويل جديد مدته ساعتان.
يروي الفيلم قصة «رحيم» المسجون بسبب تخلّفه عن تسديد ديون مستحقة عليه إثر شكوى من شقيق زوجته السابقة. وبضربة حظ، تعرض عليه شريكته أن تسدد قرضه بعملات ذهبية من حقيبة وجدتها في الشارع.
بعدما أغوته الفكرة في بادئ الأمر، يستفيق ضمير رحيم ويدفعه إلى بذل قصارى جهده للعثور على صاحب الحقيبة. وبعد علمه بهذه البادرة، يعمد مدير السجن الساعي إلى طمس موجة الانتحار بين السجناء، إلى نشر القضية إعلامياً. غير أنّ مستخدمين للشبكات الاجتماعية يشككون في صحة الرواية، ما يحوّل رحيم من بطل إلى منافق بنظر المجتمع بين ليلة وضحاها.
وقال أصغر فرهادي خلال مؤتمر صحافي قدّم فيه الفيلم في الدورة الرابعة والسبعين من الحدث الفرنسي البارز: «هناك طريقتان للتعامل مع هذه الموضوعات: إما أن يوجه المرء نقداً مباشراً، وإما أن يحلل المجتمع وينتقده» من خلال قصة. وأضاف: «بالنسبة الى البعض انتقاد المجتمع لا يعني انتقاد النظام. لكن كل شيء مترابط».
وتابع فرهادي: «لست شخصاً يهوى التعبير عن نفسه من خلال إثارة الفضائح. أفضّل تحريك الفكر والحس النقدي عبر أفلامي. إنه خياري وأسلوب التعبير الذي اخترته».
ذاع صيت فرهادي بفضل فيلم A Separation في 2011 عن طفلة تدفع ثمن طلاق والديها. وحصد الفيلم جوائز كثيرة، من بينها أوسكار و«غولدن غلوب» لأفضل فيلم بلغة أجنبية، وجائزة «سيزار» في فرنسا لأفضل فيلم أجنبي، و«الدب الذهبي» في «مهرجان برلين السينمائي».