اليوم الجمعة، وصل فيلم «كرويلا» (إخراج الأسترالي كريغ غيليسبي) إلى السينما الأميركية. وفيه، تتواجه امرأة فائقة الشرّ مع عدوة تبزّها ترويعاً في جو موضة البانك في لندن خلال سبعينيات القرن العشرين. إنّه أحد الأفلام الأشدّ سوداوية بين إنتاجات «ديزني» على الإطلاق، على ما رأت صاحبة الدور الرئيسي فيه الممثلة إيمّا ستون.وهو شريط يستند إلى قصة فيلم الرسوم المتحركة الشهير «101 دالمايشنز»، لكنّه روائي مصوّر بمشاهد واقعية حية (live-action)، تتولى فيه ستون دور «كرويلا دي فيل» في شبابها حين كانت متمرّدة، قبل أن تصل شخصيتها إلى حد الاعتلال الاجتماعي الذي يجعلها لا تتردّد قي سلخ جلد كلاب الدالميشينز المنقط بالبقع السوداء لإشباع أهوائها في تصميم الأزياء الراقية.
تشكّل الموضة عنصراً أساسياً في فيلم «كرويلا»، إذ يدور في مناخ البانك الذي اشتهرت به المصممة فيفيان ويستوود وموسيقى الروك وملابس سبعينيات القرن العشرين، كالمعاطف الأفغانية والتنانير الطويلة جداً والجزمات اللماعة.
وسرعان ما تصطدم المصممة الطموحة والحديثة النعمة بالبارونة فون هيلمان التي تجسّد شخصيتها إيما طومسون التي لا تتوانى عن استخدام نفوذها وحتى العنف لسحق منافستها.
في هذا الإطار، قالت الممثلة ممازحة خلال مؤتمر صحافي افتراضي: «أمضيت عقوداً في تأدية أدوار ما تسميه أمي +السيدات الطيبات ذوات الفساتين+. الآن يمكنني أن أتولى دور امرأة شريرة... بالفساتين. لكن يا إلهي، يا لها من فساتين».
تتوالى الأزياء الفخمة في الفيلم بما يعكس التحوّل الذي طرأ على «كرويلا» مع تطور القصة، من تلميذة متمردة ثم منافسة لدودة تحاول تخريب ابتكارات البارونة.
ومن الملابس اللافتة فستان مستوحى من البانك مع طرحة يبلغ طولها حوالى عشرين متراً تطفو خلف حاوية قمامة في قلب لندن. وقالت عنها إيما ستون: «لقد كانت رائعة. لا يمكن حتى التفكير في ارتدائها في الحياة الواقعية». وأضافت: «هذه هي اللحظة التي تقول فيها لنفسك +أنا في خضّم فيلم ... لا يمكن أن يكون الأمر كذلك في الواقع+».
وعلى الرغم من حصولها على جائزتي أوسكار ورصيدها الحافل بالأدوار المنوعة، كانت إيما تومسون تنتظر بفارغ الصبر فرصة تولي دور امرأة شريرة مثل البارونة. وعن هذه النقطة، أضحت أنّها «مهتمة جداً بالجانب السوداوي للشخصيات النسائية، إذ نادراً ما يُسمح لهنّ بأن يكنّ سوداويات، فالمفترض بهنّ أن يكنّ جميعاً طيبات ولطيفات، أليس كذلك؟».
وتابعت الممثلة التي تتولى أيضاً مهمة منتجة تنفيذية إلى جانب «كرويلا» أخرى هي غلين كلوز: «إنه سوداوي حقاً بالنسبة إلى فيلم من ديزني. إنه الفيلم الأكثر سوداوية أراه منذ مدة طويلة بين أفلام ديزني».
ورداً على سؤال عن المصادر التي استلهمتها في تأديتها شخصية البارونة فون هيلمان، أقرّت إيما طومسون بأنّ خبرتها الشخصية محدودة في ما يتعلق «بالأشخاص الأشرار والقساة والنرجسيين»، لكنها لاحظت أن «ثمة عدداً منهم في عالم» فنون الأداء.
وأضافت الممثلة الناشطة في سبيل عدد كبير من القضايا منها حركة Me Too: «لن أذكر أسماء ولكن ... الأضواء سلطت أخيراً على بعض هؤلاء الأشخاص».
يعتمد «كرويلا» أكثر على قدر كبير من الفكاهة، من خلال الممثلين بول وولتر هاوزر وجويل فراي اللذين يؤديان شخصيتي رجلين أخرقين من أتباع بطلة الفيلم. ولكن إلى جانب تصويره عالم الموضة المليء بالغرور والغيرة والغطرسة، يتضمن الفيلم الكثير من اللحظات الكفيلة بإقلاق المشاهدين الصغار، وحتى كلاب الدالميشنز تتخذ أحياناً طابعاً مخيفاً.
وروت طومسون أنّ الكلاب كانت «لطيفة جداً» خلال التصوير، واستلزم الأمر استخدام حيل بواسطة الكمبيوتر لجعلها تبدو «شريرة بعض الشيء».