في الشكل الظاهري، أعلن النجوم اللبنانيون والعرب عن تضامنهم مع فلسطين وما يجري هناك من أحداث دموية يشنها العدو الاسرائيلي. لكن في المضمون، كان تضامن غالبية الفنانين ينمّ عن الخوف من التعبير بشكل مريح وواضح عن هول الجرائم، مكتفين بإختيار عبارات فضفاضة تتحمّل التأويل. هكذا، دخل النجوم العرب متأخرين إلى التراند على صفحات السوشال ميديا للتعبير عن رأيهم إزاء ما يحدث في فلسطين المحتلة. وتعرّض الفنانون لهجوم من قبل الناشطين، معتبرين بأن الفنان العربي «غائب عن الوعي»، ويختفي حسه عند التطرق إلى القضايا التي تتعلق بالاحتلال. في هذا السياق، طغت على تغريدات الفنانين تعابير عادية، وكأنّهم بعيدون عن القضية الفلسطينية. وإكتفى البعض بوضع العلم الفلسطيني، من دون تسمية مباشرة للعدو الاسرائيلي وجرائمه. كذلك حيّد الفنانون موقفهم إزاء القضية الفلسطينية، من دون أي إدانة للجرائم، بل علّقوا على الأحداث عموماً بعبارات خالية من الحماس. وتساءل البعض عن رائحة الخوف الذي تخرج من تغريدات الفنانين والمقدّمين، أو خجلهم من التعبير عن تضامنهم مع الأبرياء، ليكون الجواب بأن الفنانين يشعرون بالخوف بسبب حذرهم وخوفهم على مصالحهم في الدول الخليجية التي طبّعت مع الاسرائيليين أخيراً. خوفاً على مصالحهم وحفلاتهم وأعمالهم التي تقام هناك، كان الصمت المطبق هو سيد الموقف، من دون أيّ تغريدة أو موقف لافت. حتى إنّ بعضهم اكتفى بتغريدة واحدة من دون متابعة الاحداث والشهداء الذين يسقطون مع كل ضربة. هكذا، كان تويتر محطّة للتعبير عن آراء النجوم، فقد غردت سيرين عبدالنور بطريقة مبهمة، قائلة «الخير ضدّ الشر هاي معركتنا كلنا على الأرض؟ السؤال انت مع مين؟». ولاحقاً أردفتها بتغريدة أخرى أشبه بفلسفة في غير مكانها، «نصلي لكي يعم السلام في القلوب، والحكمة في العقول. انا الانسان فلينتصر على من يسعى جاهداً لتعكير النفوس». من جانبها، كانت نانسي عجرم متفائلة بتغريدة سطحية، قائلة «ابتسم أنت صاحب حق و صاحب الحق سلطان. كلنا معكم يا أبناء العنفوان و الكرامة». على الضفة نفسها، لم تكن نانسي الوحيدة التي غرّدت متفائلة بل جمعت زميلتها اليسا بين المعايدة لعيد الفطر وبين أحداث فلسطين. وقالت المغنية اللبنانية بتغريدة «صحيح هالسنة عيد الفطر عم بيحل على وقع دم شهداء غاليين بالأرض المقدسة، بس منتمنى ومنصلي هالشهادة تزهر حب وأمل لسلام بلداننا العربية». أما راغب علامة فقد تعرض لهجوم ساخر بسبب تغريداته على السوشال ميديا: «ما يحصل في فلسطين المحتلة مدان مدان مدان». وغرّدت كارول سماحة عبر حسابها على تويتر «في صمت العالم سنرسل أصواتكم للعالم، فلسطين». وكانت تعليقات نوال الزغبي على تويتر، أشبه بفولكلور قائلة «مات الضمير. فلسطين تنتفض».
وكانت المقدمة السورية زينة يازجي قد تعرّضت لهجوم قوي قبل أيام قليلة بعد تغريدة غامضة، دعت فيها إلى ضبط النفس وعدم اللجوء الى العنف للدفاع عن القضية الفلسطينية لأن ذلك سينقذ اسرائيل ويحولها من معتدٍ الى ضحية في نظر المجتمع الدولي، بحسب تعبيرها. وقالت المقدمة التي إنضمت أخيراً إلى قناة «الشرق» السعودية، «العنف سينقذ اسرائيل، كل عنف ينقذ المعتدي و يسمح له أن يقدم نفسه على أنه الضحية، ينقذ الطامعين و المتخاذلين حولكم، كونوا أذكى منهم، كونوا أسمى منهم. حقكم استردوه بدون الوقوع بفخ العنف». على الضفة نفسها، غرّدت الممثلة السورية كندة علوش عبر تويتر عبارات أقل من عادية، قائلة «اللهم كن مع إخواننا في فلسطين الشقيقة وامسح آلامهم وانصرهم».
في المقابل، رغم ضبابية تعليقات بعض الفنانين، إلا أنه في المقابل كانت تعليقات بارزة لباقة من النجوم من بينهما الممثلة الفلسطينية السورية شكران مرتجى، والفنان الفلسطيني محمد عساف، اضافة الى مجموعة من الفنانين المصريين الذين حثّوا على التضامن مع القضية المركزية على صفحات السوشال ميديا.