يحتفي محرك البحث غوغل، اليوم الأربعاء، بالذكرى الخامسة والسبعين لميلاد نور الشريف (1946 ــ 2015). هكذا، خُصّص النجم المصري الراحل بـ «غوغل دودل» تضم ثلاث صور كاريكاتورية للنجم المصري الراحل تصدّرت الصفحة الرئيسية لغوغل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تحمل توقيع الفنان المصري ماجد السكّري. اختار غوغل ثلاث شخصيات بارزة من مسيرة الشريف التمثيلية، من بينها «عبد الغفور البرعي» من مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» (1996 ــ قصة إحسان عبد القدوس، سيناريو وحوار مصطفى محرّم، إخراج أحمد توفيق)، و«كمال» التي جسدها في فيلم «العار» (1982 ــ تأليف محمود أبو زيد ـ إخراج علي عبد الخالق)،في مقابلة مع غوغل، يقول السكّري: «شعرت بالفخر لكوني مرشحاً لرسم شخصية عامة ملهمة مثل [الشريف]... كنت أعلم أنها مسؤولية كبيرة». وبينما كان السكّري على دراية بإرث الشريف، شاهد عدداً من أفلامه للمرّة الأولى أثناء الاستعداد لإنجاز عمله لصالح غوغل: «كان التعرّف إلى حياته المهنية أمراً مثيراً للإعجاب، وكيف بدأ وطور نفسه... من الملهم أن ترى فناناً بمثل هذا التنوع في الأدوار... عندما يكرّس المرء فنّه ويجتهد في عمله فإنّه يحتفظ بمكانة دائمة في قلوب الملايين من الناس إلى الأبد».
أثرى نور الشريف تاريخ الفن العربي بأعمال فنية تجاوز عددها الـ 250، بين السينما والمسرح والدراما التلفزيونية والإذاعية.
وُلد محمد جابر محمد عبد الله، الشهير بنور الشريف، في حي الخليفة في السيدة زينب في القاهرة، وتخرّج من المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان الأول في دفعته، وقد بدأ حياته الفنية عام 1967 بعد تخرّجه من المعهد العالي للفنون المسرحية.
عاش نور الشريف يتيماً بعدما توفي والده وعمره عام واحد فقط، ليشرف على تربيته عمّه إسماعيل وكذلك عمّه أمين.
حلم نور الشريف باحتراف كرة القدم، لكنه تخلّى عن حلمه بسبب حبّه التمثيل، وبدأ مشواره الفني من خلال دور صغير في مسرحية «الشوارع الخلفية»، رشّحه له سعد أردش، ثم اختاره المخرج كمال عيد لمسرحية «روميو وجولييت».
قدّم نور الشريف أكثر من 150 فيلماً، من بينها 7 صُنّفت ضمن قائمة على أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، هي: «زوجتي والكلب»، «أبناء الصمت»، «الكرنك»، «أهل القمة»، «حدوتة مصرية»، «العار» و«سوّاق الأتوبيس».
نجاح نور الشريف لم يقتصر على السينما بل ترك بصمة في الدراما المصرية، ومن أشهر مسلسلاته «لن أعيش في جلباب أبي»، «الرجل الأخر»، «عائلة الحاج متولي»، «هارون الرشيد» و«عمر بن عبد العزيز».
لم يكن تجسيد دور الشهيد الفلسطيني ناجي العلي الحدث السياسي الاستثنائي في مشوار نور الشريف، فقد كانت آراؤه السياسية حاضرة دائماً. إذ اعتبر اتفاقية «كامب دايفد» التي وقّعتها مصر مع العدو الإسرائيلي «كارثة»، مؤكداً أنّه لم يغير رأيه فيها بعد أربعة عقود.
مشاريع فنية تحققت وأخرى لم تُبصر النور، أكدت البعد العربي الدائم في فكر نور الشريف، وترسّخ حقيقة أنّ «ناجي العلي» لم يكن استثناءً أو مغامرة، بل تعبيراً عن ثقافة وقناعة فنان كبير فطر قلوب الملايين برحيله في 11 آب (أغسطس) 2015 بعد صراع مع سرطان الرئة.
وعلى الرغم من مرور ست سنوات على رحيله، إلا أنّ نور الشريف لم يفارق الجمهور في رمضان 2021، إذ ظهر في مسلسلي «القاهرة كابول» و«نسل الأغراب». في الأوّل، ظهر في لقطة سريعة أثناء حضوره جنازة أم كلثوم التي رحلت في السبعينيات، في حين استعان المخرج محمد سامي بصورته من مسلسل «الرحايا» التي عُلِّقت على الحائط في دور والد «غفران الغريب»، الذي يجسده الفنان أمير كرارة.
علماً بأنّ الفنان الراحل تزوّج من الفنانة بوسي، وأنجبا ابنتين هما سارة ومي، قبل أن ينفصلا في عام 2006.