قد ترتبط الحيوانات الأليفة بالإنسان بسهولة، لكن عندما ينجح أخطبوط في إقامة علاقة صداقة مع غواص ويصبح معلّمه في الحياة، فإنّه يحق لقصة حقيقية كهذه أن تحجز مكاناً بين الأسماء المرشحة لأفضل فيلم وثائقي في الدورة الثالثة والتسعين من الأوسكار المقرّرة يوم الأحد المقبل.وبدأ فيلم «معلّمتي الأخطبوطة» (My Octopus Teacher) الذي استغرق عشرة أعوام كمشروع فيديو شخصي للمخرج الجنوب أفريقي كريغ فوستر، لتوطيد ارتباطه بالطبيعة، بمراقبة أنثى أخطبوط فضولية، وهو يمارس الغطس الحر قرب كيب تاون.
شاركته أنثى الأخطبوط حياتها الخاصة في منطقة عشبية بحرية كل يوم على مدار عام قبل نفوقها بعد زواجها ووضعها البيض، وطوّر الاثنان علاقة قوية، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز».
يؤكد فوستر أنّ علاقته بالأخطبوط عرّفته بمدى هشاشة الحياة، وارتباط البشر بالطبيعة، كما ساعدته أيضاً على أن يصبح أباً أفضل. ويضيف «الشيء الغريب حقاً هو أنه كلما اقتربت منها، تدرك أننا متشابهون جداً في كثير من الجوانب... قمت بتغيير جذري في حياتي والسبيل الوحيد الذي مكنني من ذلك هو أن أكون معها في المحيط».
فوستر الذي حزن على فراق صديقته، عرض ثلاثة آلاف ساعة من التسجيل المصوّر على زميلته الغواصة والمخرجة بيبا إرليتش التي سجلت مواد إضافية للطبيعة البحرية تحت المياه الباردة في خليج فولس قرب منزل فوستر.
واجتذب الفيلم الوثائقي الذي أنتجته منصة البثّ التدفّقي الأميركية «نتفليكس» جمهوراً كبيراً على غير المتوقع قبل أن يفوز بجائزة «بافتا»، فيما رُشح لأوسكار ضمن فئة أفضل فيلم وثائقي.