ها هو المشهد نفسه يتكرّر. في أواخر العام الماضي، تعرّضت «وورنر بروز» لانتقادات بعد إعلانها أن جميع أفلامها الجديدة في عام 2021 ستظهر للمرّة الأولى بالتزامن بين منصة البث التدفّقي HBO Max والسينمات. تساءل مشغلو السينما والاستوديوات المنافسة وحتى بعض صنّاع السينما الذين يقفون وراء الأفلام عن سبب الإقدام على هذه الخطوة، مع اقتراب ظهور لقاحات فيروس كورونا. فقد بدت وكأنّها تعلن أنّها على يقين بأنّ الذهاب إلى السينما لن يكون ممكناً لمدّة 12 شهراً.لكن أمام الواقع الوبائي الذي يعيشه العالم اليوم، وخصوصاً الولايات المتحدة، يبدو أنّ «وورنر بروز» كانت صاحبة رؤية استشرافية. فمن الواضح أنّ غالبية الإنتاجات الهوليوودية الكبرى أرجئت بالفعل إلى منتصف الصيف المقبل أو بعد ذلك، مع إبقاء بعض الأعمال مُدرجة ضمن قائمة العروض في الربع الأوّل من العام الحالي، من بينها «سندريلا» (5 شباط)، The King’s Man (في 12 آذار) وMorbius (في 19 آذار).
حتى في الأوقات التقليدية، فإن الفترة الممتدة بين كانون الثاني (يناير) وآذار (مارس) من كل عام تعد ضائعة سينمائياً. لذلك، فانه من المتوقع عدم انتعاش الإصدارات حتى أيار (مايو) 2021، مع كشف النقاب عن أفلام: «الأرملة السوداء»، Godzilla vs Kong، «كرويلا»، Free Guy وInfinite وغيرها.
في هذا السياق، يشير موقع «فارايتي» مثلاً إلى أنّه على الرغم من أنّه بالنسبة لأي فيلم، ستكون الخطط مرنة طالما أنّ الوباء متفش، لكن مع ذلك، فإنّ الشيء الذي لم يتغير هو حقيقة أنه من الصعب للغاية أن يصبح عمل بحجم «الأرملة السوداء» مربحاً من دون عروض جماهيرية في صالات السينما.
في غضون ذلك، بالنسبة للعديد من استوديوات الإنتاج، قد يكون التأخير ومزيد من التأخير هو الخيار الأفضل، على أمل ألا تطول المدّة. لكن نظراً للتطوّرات التي فرضها الوباء حتى الآن، فقد تجد هوليوود نفسها تعيش الواقع نفسه لستة أشهر إضافية على الأقل.