قبل الموعد المقرر لنشر مذكرات الفنانة المصرية ناديا لطفي (1937-2020) في شباط (فبراير) المقبل، تزامناً مع الذكرى الأولى لرحيلها، بدأت قناة «الشرق» الإخبارية السعودية (التابعة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان)، بنشر هذه المذكرات، التي سجلت قبل 18 عاماً، وتخرج اليوم الى النور، مع الكاتب أيمن الحكيم. المذكرات التي نشرت على شاكلة حلقات تحدثت فيها لطفي، عن الفيلم الشهير مع عبد الحليم محفوظ «أبي فوق الشجرة»، واسناد الدور اليها بعدما رفضت هند رستم أداءه. في الحلقات التي نشرت أيضاً، تعريج على علاقة لطفي بالراحلة سعاد حسني، خاصة أنّهما ظهرتا في الوقت عينه على الساحة الفنية في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، واسقاط رواية أنها اقدمت على الإنتحار في لندن، كاشفة نية الأخيرة التخطيط لتعاون فني يجمع بينهما، قائلة في هذا الصدد: «في داخلي عشرات الأدلة التي ترفض سيناريو الانتحار، خاصة أنّ الشرطة الإنكليزية نفسها لم تغلق ملف القضية ولم تؤكد مسألة الانتحار، وهناك شبهات تدفع بالموضوع الى الشق الجنائي وتميل إليه». وفي المذكرات أيضاً، تعرّج بطلة فيلم «الخطايا» على قضية ابتعادها عن التمثيل، عندما حلّت «نكسة» 1967 على مصر، وضربت كل شيء حتى السينما، فاختارت وقتها أن تنسحب وتحافظ على «احترامها لنفسها» من «مناخ شعرت بأنها غريبة فيه»، ومناقض «لمنظومة القيم التي تربت عليها»، مع انتشار أفلام المقاولات. ومن المعروف أن الفنانة المصرية الراحلة، كانت من أشدّ المناهضين والمجاهرين بعداوة «اسرائيل». وقد كشف كاتب المذكرات أيمن الحكيم في إحدى المقابلات التلفزيونية، بأن لطفي بكت وحزنت قبل وفاتها عندما فبرك خبر عنها في إحدى الصحف الإسرائيلية، عن كونها من بين فنانات مصريات عملن لصالح الإستخبارات الإسرائيلية. قناة «الشرق» الإخبارية التي نشرت المذكرات وحصلت على عشرات الساعات من التسجيلات التي تحدثت فيها الراحلة عن تاريخها الفني والسياسي والإنساني، هل ستضيء بدورها على الشق السياسي المتعلق بموقف ناديا لطفي من الاحتلال الإسرائيلي ومساندتها للمقاومة، وكلّنا يذكر زيارتها الى بيروت إبان الإجتياح الإسرائيلي لملاقاة المقاومين ودعمهم، أم انها ستعمل على التعمية اكراماً لـ «اسرائيل»؟