يشعر الممثل الأميركي طوم هانكس بأنّ قلبه «منفطر» لعدم انطلاق عروض فيلمه الجديد عن الحرب العالمية الثانية في الصالات السينمائية بسبب جائحة كورونا. لكنّه يأمل في أن يكون هذا العمل بمثابة أمثولة للمشاهدين حول كيفية التعامل مع عدوان ما، حتى لو كان صادراً عن فيروس. اعتباراً من 10 تموز (يوليو) الحالي، تنطلق عروض «غرايهاوند» (Greyhound ــ 91 د ــ إخراج آرون شنايدر) عبر منصة «آبل تي في بلاس». وإضافة إلى كونه كاتب السيناريو، يؤدي هانكس في الشريط دور قائد سفينة حربية أميركية ترافق مجموعة من السفن التابعة للحلفاء، تعبر شمال المحيط الأطلسي المزروع بالغواصات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية. يتتبع الفيلم طاقم السفينة الشاب في هذه الرحلة المرعبة التي يواجه فيها أعضاؤه مسؤوليتَيْن، أوّلاهما حماية السفن التي يرافقونها، والثانية حماية بعضهم البعض.
خلال مؤتمر صحافي افتراضي، قال هانكس: «هؤلاء الشبّان على السفينة...كل ما يستطيعون فعله هو المتوقع منهم، والأمل بأن يساعدهم مزيج من العناية الإلهية والحظ في أن يعبروا».
وأضاف «لا أحد يعرف كم سيستمر فيروس كورونا، ولا مَنْ سيموت بسببه...لا حاجة إلى الذهاب بعيداً لنعرف أوجه الترابط والتشابه مع سنوات الحرب».
غير أنّ الفنان البالغ 63 عاماً مؤهل ليعرف، إذ كان في آذار (مارس) الماضي الفائت أوّل نجم هوليوودي يصاب بالفيروس، بعدما انتقلت إليه العدوى خلال مشاركته في تصوير فيلم عن إلفيس بريسلي في أستراليا.
في هذا السياق، ذكّر نجم Saving Private Ryan ومنتج مسلسل Band of Brothers بأنّ تدابير بسيطة تتيح اليوم الوقاية من الفيروس، ومنها الحفاظ على التباعد الجسدي ووضع الكمامات، فيما لم يكن البحّارة على السفينة خلال الحرب العالمية الثانية يستطيعون حماية أنفسهم من صواريخ الطوربيد الألمانية، ومن المحيط الجليدي. وتابع: «كل من لا يطبّق هذه الأمور البسيطة، يجب أن يشعر بالخجل... لا تكونوا جبناء، هيا، مارسوا دوركم. إنه أمر بسيط جداً جداً».
هانكس الشغوف بالتاريخ، كان قد استوحى سيناريو فيلمه من رواية «الراعي الصالح» للكاتب سي. إس. فورستر، فيما استغرق العمل على النص سبع سنوات منذ أن اكتشف نسخة مستعملة من هذا الكتاب الصادر عام 1955.
من ناحيته، لجأ مخرج «غرايهاوند»، آرون شنايدر، إلى بناء ديكور للشريط مستوحى من السفينة الحربية USS KIDD، وهي المدمّرة الأميركية الوحيدة التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية ولا تزال موجودة إلى اليوم بتصميمها الأصلي. ولمزيد من الواقعية، صُوّر عدد من المشاهد الداخلية للفيلم على متن المدمرة الحقيقية التي نجت من هجوم لطيارين انتحاريين يابانيين العام 1945 وترسو اليوم في لويزيانا، حيث تم تحويلها إلى متحف.
غير أنّ المشاهدين لن يتمكنوا من الاستمتاع بتفاصيل مشاهد الفيلم على الشاشة الكبيرة، إذ أنه لن يُعرَض في صالات السينما. فقد قرر منتجوه التوقف عن انتظار تراجع جائحة كوفيد ــ 19 في الولايات المتحدة، وخصوصاً أنّ عروضاً لأفلام بموازنات كبيرة يتوقع أن تنطلق في فصل الشتاء أو في السنة المقبلة. ومن هذا المنطلق، بادر المنتجون إلى بيع حقوق العرض حصرياً لشركة «آبل» لعرضه على خدمة البث التدفقي التابعة لها.