«بين دمشق وبيروت في حبل من الحب يلي ما بينقطع، في رابط روحي بين المدينتين، ومن غير أي بحث تاريخي للوقوف على الأسباب، في شي ثابت وما بيتغيّر، نحنا منشتاق لبيروت وكتير كمان حتى لو كنا خارج سوريا. وأد ما تناكشنا نحنا وأهل لبنان واختلفنا معهم دائماً خيط هالحب بيفرض نفسه، غصب بيشتاقوا وغصب منشتاق، إي منشتاق لشباكنا الملون شباك بحر بيروت.. من نص الحجر الصحي بالشام، السلام عليكِ يا بيروت بالبال انتِ.. اشتقنا». بهذه الكلمات الوجدانيَّة اختار السيناريست السوري خلدون قتلان (1970) التعبير من خلال صفحته على فايسبوك عن محبَّته واشتياقه لبيروت التي تتشارك ومدينته دمشق ظروف الحَجر الصّحي نفسها في ظلّ انتشار فيروس كورونا المستجدّ الذي لم يوفر أحداً. البوست الذي نال إعجاب كثيرين من بينهم صديق قتلان المخرج السوري سيف الدين سبيعي (1973)، وردَّ عليه لبنانيّون بتوجيه تحيّاتهم إلى «دمشق الحبيبة وأهلها الذين يجمعنا بهم الكثير»، استدعى أيضاً بعض التعليقات السلبيَّة التي اضطرَّ قتلان إلى حذفها «بسبب الحاجة المفرطة إلى مشاعر طيّبة» على حدّ قوله.
قتلان الذي عرفه المشاهد العربي من خلال عدد من الأعمال المتميّزة أبرزها: «زهرة النرجس» (إخراج رامي حنا وبطولة كاريس بشار/ 2008)، و«البقعة السوداء» (إخراج رضوان محاميد وبطولة أحمد الأحمد/ 2010)، و«بواب الريح» (إخراج المثنى صبح وبطولة دريد لحام/ 2014)، و«قناديل العشاق» (إخراج سيف الدين سبيعي وبطولة سيرين عبد النور/ 2017)، والذي أثار في العام الماضي جدلاً بعد اتهامه صُنّاع مسلسل «الكاتب» (رؤية وسيناريو وحوار ريم حنا وإخراج رامي حنا وبطولة باسل خياط/ 2019) بسرقة نصّه «الخَوَنة» بعد تقديمه إلى شركة «كلاكيت»، يغيب عن الموسم الرمضاني الحالي، ولكنّه يعكف حاليَّاً على كتابة فيلم سينمائي، وقد اقترَبَ من الانتهاء منه مستفيداً من فترة الحَجر المنزلي الإلزامي الذي يأمل أن لا تطول أسبابه كثيراً في بيروت ودمشق، وإن كان يحلو له تشبيه دخول «السيّد كورونا» إلى جسم الإنسان عبر مغازلته الخليَّة وإيهامها أنَّه صديق جاء ليمنحها الخير، قبل البدء بممارسة دوره التدميري، بقصَّة البشر مع الأرض أو «الخلية الأم».