لم تتخيّل شركات الانتاج أن يأتي يوم تبدّل فيه خارطة شهر رمضان بشكل مفاجئ. فهذا الموسم تضع فيه الشركات كل ثقلها من ناحية المادة والمنافسة والسباق نحو التعاقد مع النجوم. صحيح أن تغييرات كثيرة قد طالت ذلك المجال في السنوات الخمس الأخيرة بعد دخول عالم الستريمينغ، لكن تلك الشركات كانت تسعى للحفاظ على موسم كامل في شهر الصوم ويكون عبارة عن 30 حلقة. تلك الحلقات تبثّ يومياً طيلة أيام شهر الصوم وفي تواقيت مختلفة، وكانت ذروتها تلك التي تعرض بعد الافطار، موعد اجتماع العائلة. وكانت شركات الانتاج قد سعت سابقاً لكسر بعض التقاليد الدرامية في شهر رمضان، عبر تمديد عرض المسلسلات إلى خارج الموسم وعرض مشاريع طيلة أيام السنة تقريباً. لكن إنتشار فيروس كورونا مهّد لتسريع تلك الخطة، بل أكثر من ذلك. فمن المتوقع أن يلقي الفيروس ظلاله على الخريطة الدرامية الرمضانية بشكل بارز، وقد يؤسس لمرحلة درامية جديدة يكون عنوانها الاساسي تقصير حلقات مسلسلات شهر رمضان 2020. في التفاصيل، أن شركات الانتاج تبحث في مسألة تقصير حلقات مشاريعها الدرامية. وبدلاً من 30 حلقة، قد يتم عرض عرض 20 حلقة أو ربما أقل أو أكثر بقليل. هذا الاقتراح وضع على طاولة الشركات، وهو بمثابة الخطة الطارئة في حال تمّ تمديد حالة الحجر التي فرضتها الدول العربية من وبينها لبنان الذي أقرّ حالة التعبئة العامة. إذ لا يمكن لشركات الانتاج الغياب عن الموسم بعدما وقعت عقوداً مع القنوات الخليجية والعربية، وبالفعل بدأت التصوير قبل أسابيع قليلة، لتعود قبل أيام وتفاجأ بتفشي الفيروس وتجميد التصوير بشكل نهائي. وقد يتم تمديد فترة تجميد الكاميرات في الأيام المقبلة، فبحثت الشركات في خطة بديلة وهي الحضور في رمضان عبر تقديم حلقات قد لا يتخطى عددها 20. وقد تبدأ الشركات بإنتاج المسلسلات وإختصار الحلقات. فمن المعروف أن المسلسلات العربية لا تصور حلقات كاملة كما يحصل في الدراما التركية والاميركية، بل تصور مجموعة مشاهد ويتم تركيبها لاحقاً على شكل حلقات. وهنا العائق الاكبر أمام المسلسلات. فمن أين ستأتي بباقي المشاهد وتلصقها مع بعضها؟