مع فورة منصّات الـ«ستريمينغ» العربية والعالمية وأثرها الكبير في تغيير معالم الدراما، دخل «تطبيق» شاهد المنضوي تحت قناة mbc، على خطّ المنافسة طارحاً نفسه على أنه سيتحوّل إلى «عالمي»، بحسب بيان وزّعته mbc قبل أشهر. فقد وضع القائمون عليه ميزانية ضخمة لضخّ وإنتاج أكبر عدد من المسلسلات لجذب أنظار المتابعين في مختلف الدول. تلك المشاريع لها بالطبع خصوصية معينة من ناحية عدد الحلقات القصيرة، إضافة إلى سيناريوات ذات أحداث مكثّفة. هكذا، أعلن «شاهد» في الخريف الماضي التحضير لمسلسل «الديفا» (إخراج رنده علم، منتج منفّذ مي أبي رعد) الذي تلعب بطولته اللبنانية سيرين عبد النور والمصرية بوسي والسعودي يعقوب الفرحان. المشروع تُعرض منه حلقة واحدة أسبوعياً لا تزيد مدّتها عن 10 دقائق. ولغاية اليوم، لم يقدّم العمل أيّ جديد، باستثناء التركيز على لوكات أزياء سيرين ومنافستها مع بوسي. يتابع «شاهد» نشاطاته في بداية عام 2020 بالكشف عن مسلسل «العميد» (كتابة وإخراج باسم السلكا) والذي يلعب بطولته النجم السوري تيم حسن.
لكن يبدو أن منصة الـ «ستريمينغ» السعودية لن تعتمد على المشاريع العربية فحسب، بل وضعت على سلّم أولوياتها المسلسلات التركية التي تُعرض حالياً في تركيا. فقد كشف التطبيق على موقعه الإلكتروني عن بدء عرض مسلسل «ابنة السفير» الذي يجمع النجمين التركيين أنجين أكيوريك ونسليهان أتاغول، والذي انطلقت أولى حلقاته قبل ساعات في تركيا. هكذا، يكون «شاهد» قد حقّق ضربة موفقة ببثّ المشروع حصرياً على تطبيقه تزامناً مع الكشف عنه في بلده الأم. هذه الخطوة تأتي لأن «ابنة السفير» من إنتاج «o3 ميديا» (المنضوية تحت mbc) بالشراكة مع شركة تركية. بالتالي، فإنّ عرضه بهذا الشكل سيكون سبّاقاً مقارنة مع القواعد المتعارف عليها في الماضي، عبر ترجمة المسلسلات التركية إلى اللهجة السورية وعرضها بعد أشهر على شاشة mbc أو «شاهد».
يحمل «ابنة السفير» الكثير من الغموض والتشويق، ويروي قصة فتاة تدعى «ناري» (نسليهان) ومشاكلها مع حبيبها «سانجار» (أنجين) الذي افترقت عنه، لكنها قرّرت فجأة العودة إليه في ليلة زفافه. مع إعلان «شاهد» عرض «ابنة السفير» فور جهوز حلقاته المترجمة، تُثبت mbc أنه لا يمكنها الاستغناء عن الدراما التركية التي تحوّلت إلى صناعة عالمية. فرغم امتناعها عن بثّ تلك الأعمال قبل ثلاث سنوات تقريباً بسبب وقوف أنقرة إلى جانب الدوحة في صراع الأخيرة مع السعودية، إلا أنها تعود إليها تدريجياً ومن باب «شاهد». فإثر منع الدراما التركية، خسرت الشبكة التي أسّسها وليد آل ابراهيم في منتصف التسعينيات، قرابة 20 في المئة من متابعيها. على اعتبار أنّ mbc كانت عرّابة تلك الدراما التي أدخلتها إلى العالم العربي قبل أكثر من 12 عاماً وحققت شهرة واسعة.