الموسم الرمضاني الماضي كان يحمل ملامح التعافي بالنسبة للدراما السورية، أو على الأقل هذا ما تمنّاه أصحاب الصنعة الشامية وجمهورها! لكن الواضح بأنه لن يزيد عن كونه طفرة عابرة، على اعتبار أنه مرّ حتى الآن ما يقارب ربع المدة المتاحة لإنجاز الموسم الجديد (قرابة أربعة أشهر) من دون أن تبدأ العجلة بالدوران بشكل صحيح! إلى صباح هذا اليوم، كلّ ما يتم تصويره هو بضعة أعمال، غالبيتها لا تؤخذ على محمل الجد!البداية مع استكمال تصوير مسلسل «الجوكر» (تأليف ماجد عيسى، معالجة درامية نعيم الحمصي، إخراج جمال الضاهر، إنتاج «قبنّض»). بعدما وصل المسلسل البوليسي العام الماضي إلى طريق مسدود، بسبب الأخطاء الإخراجية القاتلة، وصعوبة تركيب ما تم تصويره على المونتاج، اختارت الجهة المنتجة التأجيل والاستعانة بمخرج معارك ومجازف معروف ليتولى الاستكمال والتصويب. أما العمل الثاني فهو لوحات بعنوان «365 يوم وربع» (مجموعة كتاب وإخراج يمان إبراهيم). يقدم العمل وجبة ساخرة ناقدة من التفاصيل الاجتماعية التي تعيشها بلادنا، إلى جانب مسلسل «حارس القدس» (سيناريو حسن م يوسف وإخراج باسل الخطيب وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي) إذ سنشاهد سيرة المطران السوري هيلاريون كابوتشي الذي دعم المقاومة الفلسطينية بشكل مباشر. أضف إلى ذلك عشارية «يا مالكاً قلبي» (كتابة عثمان جحى وإخراج علي علي وإنتاج «غولدن لاين» بطولة عبّاس النوري ونادين الراسي) وهي عشر حلقات تحكي قصة تبرّع بقلب لمن يحتاجه وسط حالة رومانسية محبوكة! ومن المفترض بأن تباشر «كلاكيت» تصوير الجزء الثاني من مسلسلها «حرملك» (سليمان عبد العزيز وتامر اسحق). باستثناء الأخير، لا تعتبر تلك الأعمال هي الوازنة في كفّة الموسم المقبل. إذ لم تعلن بقيّة الشركات عن خطّتها حتى الآن. كلّ ما حصل أن تقدّمت شركة «إيمار الشام» بنص «أخوة وأعداء» (كتابة ديانا جبّور وإخراج أحمد إبراهيم أحمد)، فخرج تقرير «دائرة الرقابة الفكرية» في «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري» برفضه من اللجان المختصة بشكل قطعي، معتبراً بأنه «رغم صناعته بحرفة وإتقان لكنّه يحرّض على الطائفية في مكامن عدّة» من دون أن يصدر عن صنّاع العمل أو الشركة المنتجة أي توضيح في هذا الخصوص. ومن المفترض لكن بشكل غير مؤكد أن تتعاقد الشركة ذاتها مع المخرج المثنى صبح في عمل اجتماعي معاصر، فيما تظلّ بقية تفاصيل الخارطة ضبابية. وحدها النجمة سلافة معمار التي عادت الموسم الماضي بقوة من خلال بطولة «حرملك» و«مسافة أمان» (كتابة إيمان السعيد وإخراج الليث حجو وإنتاج «إيمار الشام»، بدأت موسمها بمسلسل يعتّم على تفاصيله، لكنّه من كتابة السيناريست السوري هوزان عكّو والإخراج لمخرج تونسي، يتم إنجازه لصالح شبكة «نيتفليكس» وقد بدأ تصويره خلال الأيام الأخيرة في تونس وسط حالة إنتاجية مترفة!