أمسية أنيقة، ارتفع فيها منسوب النغم اللطيف غير الهجومي على حساب الصخب والصراخ، أحيتها أمس المغنية ميلودي غاردو في «بعلبك». بين الجاز والسول والبوسا نوفا وحتى التانغو المعدّل وبعض النفحات الحديثة والتجريبية غير المنفرة (مثل التغيير الذي طال The Rain في مستهل السهرة). خاطبت غاردو الجمهور بالفرنسية والإنكليزية وأيضاً البرتغالية لدى تقديمها التحية الجميلة للراحل جواو جيلبرتو عبر أداء Corcovado بمرافقة عازف الغيتار الذي أذهلنا بمحاكاة صوت الراحل الكبير الذي تركنا أول من أمس. رافقها، بالإضافة إلى النواة التقليدية، رباعي وتريات من أوركسترا ييريفان الأرمنية، ما جعل الأمسية لائقة تنفيذاً بما أن الإعداد الأصلي لأعمالها يقوم على الوتريات بشكل أساسي.حتى الأذان الآتي من المساجد المحيطة بالقلعة كان له تأثيره على مسار الأمسية في ضوء القمر، اذ حاولت التفاعل معه، ولو أنها أخفقت في محاولتها، بعكس ما اعتقدت!
بنظاراتها الشمسية القاتمة (بسبب حساسيتها المفرطة على الضوء)، أطلت غاردو وسحرت الجمهور بحضورها وصوتها غير الخارق لكن الناضح بالأحاسيس، فقدمت So Long وGoodbye وOur Love is Easy وغيرها، وختمت بأغانيها الأشهر مثل Les Etoiles وبتحية لأزنافور (Hier encore) وأخرى لجاك بريل (La chanson des vieux amants).