أمس قرع جرس خطير في سوريا يشي بوصول شبح العنصرية المقيت إلى بعض صفحات السوريين. طبعاً لا يجرؤ أحد على ترجمة سلوكه الافتراضي إلى أي خطوة واقعية على الأرض كما حصل في بعض المناطق اللبنانية. المفارقة أن هذه المرّة دخلت أسماء مكرّسة محسوبة على الإعلام والأزياء وغيرها من المهن العامة على الخط! استلّ أصحاب تلك الصفحات سيوف الغيرة على المغنى السوري، وهاجموا مهرجان «ليالي القلعة» (يقام في قلعة دمشق بين 11/14 تموز) باعتباره يستضيف ثلاثة مغنين لبنانيين ورابعاً عراقياً، ولم يفتح المنبر لأي مُغنٍّ سوري. علماً أن السنة الماضية صعد حسين الديك على خشبة المهرجان وبمنتهى البلاهة الفنية قلب كلمات موال حاتم العراقي وقال بالفم الملآن «لخّلي سوريا عبّارة» من دون أن ينتفض أحد من الغيارى على طرب بلادهم حينها! المفارقة أن القصة لم تتوقف هنا. دخل حماة الحمى الافتراضيون، والمناضلون عبر صفحاتهم ليطلقوا حملات مسمومة تلصق تهماً بالنجمة كارول سماحة وتروّج أنها أطلقت تصريحات سياسية معادية للشام! من جانبها، سارعت نجمة المسرح الغنائي لنفي التهمة في تعليق نشرته على صفحتها العامة على الفايسبوك، لكنّها خصّت «الأخبار» بتسجيل صوتي قالت فيه «تحية منّي لكل الشعب السوري. بداية أودّ أن أقول أنني في غاية الشوق للقائكم قريباً. لكن للأسف أن هناك من ينسب لي تهماً مزيفة، ومن يعرفني يدرك جيداً بأنه لم يسبق لي في حياتي كلّها أن ظهرت في لقاء عبر أيّ منصة، لأقول شيئاً في السياسة، ودعم طرف ضد طرف آخر . انصبّ تركيزي كلّه على شغلي في الموسيقى والغناء». وتضيف سماحة: «شخصياً لا أجد داعياً لأن يبدي أي فنّان رأيه السياسي، لأن الفنان ملك الناس كلّها صنعه توليف القلوب وجمعها وليس تفريقها». وختمت بالقول: «أريد التوجّه لكلّ الجمهور أرجوكم إذا قرأتم أي تصريحات منسوبة لي تأكدوا منها، ولا تصدّقوها إلا إذا سمعتم ذلك بصوتي. وسأقولها صراحة أكاد لا أصدّق نفسي بأنني سأغني مجدداً في سوريا ليلة 13 من تموّز (يوليو) في «مهرجان ليالي القلعة» ونسهر سوية لأنكم شعب لا يليق به إلا الفرح والثقافة والطرب أراكم قريباً على خير. أحبّكم»