تحوّل مسلسل «الهيبة» (لباسم السلكا وسامر البرقاوي/إنتاج «صبّاح إخوان») لما يشبه علامة تجارية تدرّ الكثير من المال. فقد بات العمل الدرامي سلعة مستهلكة تتناتشها القنوات وتتصارع عليها، وسط أحداث مكرورة ومواقف باهتة. بعد نجاح الجزء الأول (هوزان عكو والبرقاوي) وتراجع شعبية الجزء الثاني الذي حمل اسم «الهيبة...العودة» (السلكا والبرقاوي)، قدمت «صبّاح إخوان» نسخة ثالثة تُعرض حالياً وتحمل اسم «الهيبة...الحصاد» (mbc وmtv). في العملين الأولين، كان «جبل» (تيم حسن) محط أنظار المشاهدين، ليس بسبب السيناريو المحبوك بل لأنّ النجم السوري ظهر بصورة زعيم المافيا التي تعمل في تجارة السلاح. نجاح تيم جاء بناءً على صلابة الشخصية وقوّة موقفها، وتمتّعها بصفات رجولية نادرة وربّما خيالية أحياناً. هكذا، تحوّل «جبل» إلى ظاهرة في رمضان، خصوصاً أنّ هذا الرجل لا ينحني أمام الرياح العاتية. فـ «جبل» اسم على مسمّى. لكن بعد موسمين، انكسرت هيبة البطل في الجزء الثالث، ليتحوّل إلى شخصية عادية نصادفها في حياتنا اليومية. خرج جبل من قرية «الهيبة» المتخيّلة حيث تجري الأحداث، وانتقل إلى بيروت بعد إصابة «شاهين» (عبده شاهين) بطلق ناري كاد يودي بحياته، فنقل إلى العاصمة للعلاج. في «ست الدنيا»، تبدّلت شخصية «جبل» وعاد تيم حسن إلى هيئة الرجل العادي. لا بل قلَب المقاييس ولم يتحوّل إلى حديث الناس في رمضان 2019! يلتقي «جبل» بصحافية تدعى «نور» (سيرين عبدالنور) ويغرق بحبها ويحاول مجاراتها في الحديث بلغة إنكليزية «مكسّرة»، ضمن مشاهد أقلّ من عادية وكلام معسول يكرره بأسلوب ساخر. قد تعود الشخصية المافيوية إلى سابق عهدها مع تقدّم الأحداث، لكن حتى ذلك الحين قد يكون الوقت تأخّر ليستعيد مكانته لدى المشاهدين بعدما خلع عباءته واستبدلها بثوب الرومانسية.
ـــــــــــــــــــــ
*«الهيبة..الحصاد»: 20:30 بتوقيت بيروت على mtv، و18:00 على mbc