الكاميرا لها مزاج خاص. لا تحكمها مقاييس جمال تقليدية. تلفظ السيلكون، تماماً كما تشيح بطاقتها عن التصنّع والافتعال. تلهث بحماس نحو العفوي والتلقائي والصادق! حلا رجب خريجة «المعهد العالي للفنون المسرحية» مثال على الجزئية الإبجابية مما سبق، ربما لا تملك مواصفات الجمال الخارقة، لكن الكاميرا تتغزّل بها غالباً. تترصد ردات فعلها، وتلاحقها بتباين منتظرة منها أن تطلّ! تجربتها في السينما يتيمة في فيلم «الأب» (باسل الخطيب) لكن من يقرأ مفردات حضورها والكاريزما التي تتمّتع بها وسويتها الأدائية سيستشرف لها مستقبلاً خاصاً على الشاشة الكبيرة! تقول لـ «الأخبار» بأن «السينما طموح كل ممثل». نقاطعها بالقول أننا كثيراً ما نسمع هذه الجملة المكرورة، فتستطرد: «كنت على وشك القول بأنها جملة قديمة، وحقيقة الأمر بأن الفرق بين السينما والتلفزيون في العالم صار شفافاً جداً، فنحن نشاهد أعمالاً تلفزيونية تصنع بمزاج سينمائي واضح حتى طريقة العرض صارت على شاشات تلفزيونية عملاقة، وإن كان التلفزيون يحتاج إلى ثرثرة، فهذا فقط في الوطن العربي، لأن هناك أعمالاً مكرسة عالمياً مدّتها لا تتجاوز فيلم سينما طويل! لذا الطموح فعلياً أن تكون مؤثراً في المكان الذي أنت فيه بغض النظر عن نوعية الفن الذي تقدمه رغم أنني لا أفكّر في الاعتذار عن عدم أداء أي دور سينمائي يعرض علي». الممثلة الشابة تركت بصمتها عندما لعبت مجموعة أدوار ربما أهمّها ما قدمته في «حرائر» (عنود الخالد وباسل الخطيب) و«عناية مشددة» (يامن الحجلي وعلي وجيه وأحمد إبراهيم أحمد) و«سكر وسط» (مازن طه والمثنى صبح). لكن منذ عامين لم يعد يلمحها الجمهور ولو في لقطة عابرة على الشاشة! كما أنه من غير الممكن أن تتقاسم مع زوجها النجم الشاب يزن الخليل جلسة عامة إلا في ما ندر، كمن طلّق الحياة العامة لصالح «ملكوته» الأثير أي بيته.عملت في العام الماضي في مسلسل «هوا أصفر» مع فريق «عناية مشدد» نفسه، لكن المسلسل فشل في الوصول إلى الهواء. أدت دور فتاة نازحة من الأرياف إلى دمشق لتعمل ماسحة أحذية نتيجة العوز. تفتتح الحكاية من عندها وهي متزوجة من شاب أحبته وصارت حاملاً منه لكّنها فقدته وراحت تبحث عن أثره وحيدة! ربما يعرض هذا العام إلى جانب المسلسل الذي تجسد فيه دوراً رئيساً هو «مسافة أمان» (إيمان السعيد والليث حجو). عن هذا الدور، تشرح: «أجسّد مع جرجس جبارة خطّاً مختلفاً عن جوهر العمل وبعيداً نسبياً عن الأحداث المحورية، لكّنه يمثّل زاوية محددة من الحكاية. فتاة تربطها علاقة خاصة بوالدها عازف الموسيقى والمتذوق للفن الأصيل تحديداً، يعيشان في بيت دمشقي تترك قصة حب أثرها البليغ في وجدانها فيكون والدها الكتف الذي تتكئ عليه». لكن ليس هناك مساحة لاستعراض أدائي؟ ترد: «هذا صحيح، لكن كان يفترض أن أقبل بالشغل مع مخرج ينجز أعمالاً ذات سوية محترمة».
رجب كانت قد سافرت إلى تونس وشاركت بمشاهد قليلة في مسلسل «ممالك النار» (كتابة المصري محمد سليمان عبد الملك ــ وإخراج البريطاني بيتر ويبر) بعدما كان اسمه «سيرة الدم» إذ تلعب دور زوجة سليم الأوّل التي تزوجها وهي طفلة ولم تنجب له اولاداً. وعندما تمكّنت من الحمل، أنجبت له توأماً مريضاً!