يجيد الممثل السوري وائل زيدان فن السخرية وصناعة الكوميديا. في أيّ لحظة يستطيع أن يحيل الهواء الطلق إلى موجة هستيرية من الضحك. هذه موهبة خارقة. شقيق النجم أيمن زيدان دخل المهنة من بوابة أخيه وأتقن صنعة الإنتاج أوّلاً. أدار عدداً كبيراً من الأعمال المهمة. لكّنه لم يستطع كبح جماحه نحو مهنة الضوء. عمل في أكثر من دور وترك حضوراً مقبولاً. لكّنه فيما بعد، بدا تماماً بأنه ممثل فطري لا يؤدي إلا بمنتهى العفوية والبساطة ومجافاة التكلّف والتصنع وهي المفردات المطلوبة بإلحاح شديد عند الحديث عن فن التمثيل بمنطقه المعاصر وربما العثور على ممثل بنقاء موهبته يعدّ كنزاً لا يجب التفريط فيه! هكذا، اعتزل وائل مهنة إدارة الإنتاج نهائياً منذ أعوام وتفرّغ لشغله كممثل. ترك بأدواره ملامح طيبّة عند المشاهد. بعضها كوميدي مثل «أيّام الدراسة» (طلال مارديني ومصطفى البرقاوي) وبعضها موغل في التراجيديا والأكشن مثل «الولادة من الخاصرة» (سامر رضوان ورشا شربتجي) لكن ربما يكون الأداء الأمثل عندما يصوغ «كاركتير» خفيف الظل ساخر الملامح في عمل جدي وصارم مثل «العرّاب» ( عن الفيلم الشهير إخراج حاتم علي). جرّب وائل تأسيس شركة إنتاج في جورجيا للافادة من التسهيلات التي تقدّمها الحكومة هناك، والتصوير في استديوهات طبيعية ساحرة. لكنّ شركات الإنتاج لم تتشجّع على المغامرة في بلاد لا تعرفها جيداً.
هذا الموسم يقّدم زيدان مجموعة أدوار أولها في «أحلى الأيام» (الجزء الثالث من «أيّام الدراسة» كتابة طلال مارديني وإخراج سيف الشيخ نجيب) كما يعيد التجربة مع المخرج ذاته الذي يلمح فيه طاقات كوميدية خاصة في «بقعة ضوء» (مجموعة كتّاب) فيما سيكون الحضور الأبرز للممثل السوري في «مسافة أمان» (كتابة إيمان السعيد وإخراج الليث حجو). عن هذا الدور، يقول في اتصال مع «الأخبار» ربما «اعتدنا أن نشاهد في الدراما الفساد الذي يسيطر على مثل هؤلاء الأشخاص، لكن لعلها واحدة من المرات القليلة التي يقدم فيها عمل درامي شخصية مساعد ذي أخلاق عالية وصاحب نخوة وإقبال نحو ناسه وجيرانه وأقاربه. ألعب هنا دور الشرطي سعيد وهو شخص يوّظف كلّ إمكانياته ليخدم أبطال الحكاية بشكل إيجابي ومن دون مقابل. ونتيجة تعقّد الأحداث وتشابك المعطيات، يكون ظهور هذا الشرطي ضرورياً وبمساحة جيدة على مدار العمل»