من لا يعرف النجمة السورية الشابة هيا مرعشلي سيتخذ حتماً موقف خصومة مهنية منها، على اعتبار أنّها تنسى مواعيدها ولا ترد على هاتفها إلا نادراً! وربما يعتقد أي متابع أنّها بعيدة عن أي حالة ثقافية رغم موهبتها ومهنتها التي تحتاج إلى تراكم معرفي دائم! لكن الحقيقة عكس ذلك... فابنة الممثلَين طارق مرعشلي والراحلة رندة مرعشلي تخفي وراء العبث موهبة عميقة، وجهداً واضحاً في تحصين ذاتها، وتأهيل أدواتها الفنية وتطويرها. لا تزال في الـ 21 من عمرها، لكنّها الأكثر شهرة وحضوراً بين الممثلات السوريات الشابات. قفزت خطوات عدّة إلى الأمام عندما أدت العام الماضي دور بطولة في «فوضى» (حسن سامي يوسف ونجيب نصير وسمير حسين) بأداء واع جسدياً وفهم دقيق لفن الحركة وانسجام مع نظرة العين المدركة. لعبت مرعشلي واحداً من أدوار عمرها في سوية أدائية معاصرة تنتمي لمدرسة حداثية أسس لها الممثل والمخرج والمدرّب الاسكتلندي لورانس روديك. قلنا حينها إنّها موهبة رفيعة تستحق أن تقيها عيون المخرجين من عوز العمل في مطارح لا تليق بها! فوصل النداء هذا العام وها هي تؤدي دورين مهمين في عملين معاصرين، أوّلهما مع الليث حجو في «مسافة أمان» (كتابة إيمان السعيد). عن هذا الدور تقول مرعشلي في حديثها مع «الأخبار» إنّها تجسد شخصية «فتاة قوية تضعها الظروف في مكان تتصرف فيه بطريقة خارجة عن إدارتها، لتتحوّل فيما بعد إلى شخصية مختلفة عن كينونتها، ربما تصبح شبيهة بكلّ الفتيات اللواتي في عمرها لا ينتظرن مبادرة أو منّة من أحد. يهرعن دائماً لاقتناص حصصهنّ من الحياة دون انتظار العطاء حتى ولو كانت تلك الأساليب ملتوية بالنسبة للبعض، لكّنها تمثل مسافة أمان لتلك الفتيات من وجهة نظرهن».من جانب آخر تؤدي، مرعشلي دوراً جوهرياً مع المخرج عامر فهد في «عندما تشيخ الذئاب» (عن رواية الراحل جمال ناجي، كتابة حازم سليمان). في هذا المسلسل، هي «سندس»، «فتاة شبقة جداً وأسيرة لرغباتها بطريقة فجّة في بعض المطارح، تضعها الأقدار في بيت رجل كبير كان متزوجاً ولديه أولاد. وللمصادفة فإنّ البيت فيه شاب وسيم وذكي لا تتمكن من مسك نفسها من حبّه رغم أنه ابن زوجها. ورغم توجهه الديني فإنه يقع في غرامها. هنا ستكون مفارقة الصراع بين المعتقدات والمشاعر الإنسانية عندما تخالف هذه المعتقدات».
أخيراً، تعتبر نجمة «جلسات نسائية» (2011 ــ أمل حنا والمثنى صبح) بأنّ السنوات الماضية من مشوارها كانت في سن محير بالنسبة للمخرجين لذا لم يكن يقع الاختيار عليها في أدوار مهمة عدا عن بضعة أعمال، تلك المرحلة العمرية تشبه المتاهة لا تكون الممثلة فيها قد اكتملت النضوج لا مهنياً ولا جسدياً حتى. ربما كانت البداية من العام الماضي!