يرتبط الممثل الفلسطيني الأردني الراحل نبيل المشيني (22 تموز/ يوليو 1939 ــــ 2 آذار/ مارس 2019) في ذاكرة السوريين بأيّام صعبة، لكّنها تمر بشكل حميمي في البال ويحكى عنها كأنها كلاسيكيات جميلة قياساً بزمن الغضب الذي نعيشه... أيّام ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي التي كان فيها توجيه الهوائي ليلتقط الصورة يحتاج إلى نصف أفراد العائلة بين من يتساعد على تدوير عامود الهوائي العالي ومن يراقب جودة الصورة! عندما بدأ المشاهد يصطاد محطة «المستقبل» اللبنانية، كانت بالنسبة للجمهور السوري بمثابة صرعة وعالم مختلف، خاصة أنه كان مجبراً على متابعة قناتيه الرسميتين اللتين تبثان ساعات محدودة. كذلك هي حال التلفزيون الأردني ولو بأشواط أقل، إلا أنه كان مساحة للتنفس بعيداً عن إيديولوجيا البرامج القومية، والإعلام الرسمي الهادف والمتخشّب. من بوابة الشاشة الأردنية التي كان يلتقطها الهوائي السوري، تعرّف المشاهد إلى «أبو عواد» نسبة لدور المشيني في عمل كوميدي عنوانه «حارة أبو عواد» (1981 ـ تأليف فؤاد الشوملي وإخراج روفائيل بقيلي) الذي كان يحقق حضوراً جماهيرياً كلّما أعيد عرضه. ربما لأنه يترك فرصة للتعرف إلى الكواليس الاجتماعية للبلد الجار والتي لا يعرف عنها الكثير رغم التقارب الجغرافي. عموماً، لم يواكب الجمهور السوري المشيني لاحقاً كما يجب، لكنه تداول بحزن بالغ خاصة في الوسط الفني خبر وفاته! «مات أبو عوّاد وأخذ معه قسطاً من ذكريات الزمن الجميل» ردد بعض الممثلين السوريين أثناء جلستهم العامة، قبل أن تنطلق ذاكرتهم نحو مساحات شاسعة من الأحداث المرتبطة بحضور وتوقيت عرض هذا المسلسل. الراحل ابن عائلة فنية، ولد في القدس وعاش في عمّان، والده هو الإذاعي الراحل اسحق المشيني وأخواه هما الممثل الراحل أسامة والممثل والكاتب غسان. درس اللغة العربية وحاز شهادة الدبلوم فيها، كما كان رئيساً لرابطة الفنانين الأردنيين قبل إنشاء النقابة، وقد عيّن في مجلس الأعيان الأردني سنة 2003. مشواره الفني بدأ متأخراً، لكنه شارك في بطولة عدد كبير من الأعمال التلفزيونية منها «راس غليص» (1976خالد حمدي وعلاء الدين كوكش) و«راس غليص» (2006 مصطفى صالح واحمد دعيبس) و«الطريق إلى كابول» (2004 جمال أبو حمدان ومحمد عزيزية) وعدد كبير من الأعمال التلفزيونية الأخرى. كما عمل في التلفزيون الكويتي والتلفزيون الأردني كمذيع برامج.