يوم السبت الماضي، توّجت خديجة بن حمّو ملكة لجمال الجزائر لعام 2019، مما أثار جدلاً حاداً في البلاد، وموجة كبيرة من السخرية والتعليقات العنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد اعتبر بعضهم أن الفتاة المنحدرة من مدينة أدرار (جنوب غربي الجزائر) «لا تملك مقوّمات الجمال الكافية»، فيما وصل آخرون إلى حدّ السخرية من سمار بشرتها، بينما دافع آخرون عنها مشددين على أنّها «تمثّل الثراء والتنوّع الذي تتميز به الجزائر بكل مناطقها»، وفق ما ذكر موقع قناة «فرانس 24».الصحافة الجزائرية تناولت «موجة الكراهية» التي عصفت بالبلاد إثر اختيار الشابة صحراوية للتربّع على عرش الجمال، إذ كتب موقع «كل شيء عن الجزائر» مثلاً أنّ أدرار «مدينة جزائرية وأفريقية بأتم معنى الكلمة وتملك تاريخاً طويلاً»، متسائلاً: «مَنْ يريد أن يحصر الجزائر في مناطق الشمال فقط وبعض المدن مثل الجزائر العاصمة وعنابة وتلمسان وبجاية؟ مَنْ يريد أن ننسى الملكة تنهيانان «أم الطوارق» (سكان الصحراء)؟. مَنْ يريد أن ننكر الثقافة الأصلية الجزائرية التي تتجسد أيضاً في لاعبات آلة الكمنجة التي تدعى آلة إمزاد؟».
على الخط نفسه، استغربت مجموعة كبيرة من روّاد السوشال ميديا حدوث مثل هذا الجدل في بلدهم، فيما رأى كثيرون أنّ ما جرى «هو رفع الغطاء عن وجود نوع من العنصرية بين الشمال الذي يسكنه أناس من ذوي البشرة البيضاء ومنطقة الجنوب التي غالباً ما يكون سكانها من ذوي البشرة السوداء أو السمراء».
من جانبها، لم تتأثر خديجة بما حدث، بل أكدت في حوار مع إحدى الصحف المحلية أنّها تود «القيام بأعمال خيرية»، موضحة أنه «تم اختيارها على أساس ثقافتها وعاداتها وطيبة قلبها وابتسامتها»، مشددة في الوقت نفسه على أنّها «قرّرت المشاركة في المسابقة عن طريق الصدفة، حتى أنّها ظنت أنها بعد خوض مرحلة الاختبارات، لن يتم اختيارها فعلياً للمنافسة على اللقب».
وفي حديث مع قناة «الجزائرية»، أوضحت بن حمّو «لا أتابع مواقع التواصل الاجتماعي. الناس الذين انتقدوني أقول لهم الله يهديكم... أما الذين شجعوني فأقول لهم بارك الله فيكم وربي يحفظكم إن شاء الله»، مضيفة أنّها تعتزم «تمثيل الجزائر ومنطقتها الصحراء أحسن تمثيل في كانون الأوّل/ ديسمبر المقبل في مسابقة ملكة جمال العالم».