لم يمر خبر إطلاق جزء ثانٍ من فيلم ديزني الشهير «الأسد الملك» (1994) من دون أن يثير بلبلةً على مواقع التواصل الاجتماعي. عبارة «هاكونا ماتاتا» (أي لا مشكلة) العائدة إلى اللغة السواحلية (لغة يتحدث بها سكّان سواحل كينيا وتنزانيا وأوغندا والكونغو) التي التصقت باسم الفيلم منذ التسعينيات حتى جرى تسجيلها كعلامة تجارية خاصة بالشركة المنتجة في عام 2004، كانت سبباً لتأجيج موجة من السجال بين أوساط الناشطين على الساحات الافتراضية، بسبب «سرقة» مصطلحات من الثقافة الأفريقية. وقد أطلق المعترضون عريضة الكترونية جمعت أكثر من 50 ألف توقيعاً في سبيل حض شركة الانتاج على إلغاء العبارة من الفيلم، كما أنها انتقدت استخدام «ديزني» الجملة واحتكارها بشكل تجاريّ من دون أي ادراك لخصوصيتها اللغوية والثقافية. وقد توجه كاتب العريضة شيلتون مبالا إلى الشركة بتهمة «الاستيلاء على الجملة مع أنها لم تخترعها بنفسها»، بينما وجد رئيس مجموعة «توازيزا» المعنية بالاقتصاد الإبداعي في كينيا الأكاديميّ كيماني نجوغو تصرف الشركة بـ«اللا أخلاقي، فالمؤسسات الكبرى تسخّر التعبيرات الثقافية وأنماط الحياة والسلع الثقافية الأفريقية لصالحها التجاري». وفيما شدد نجوغو في حواره مع صحيفة «غارديان» البريطانية على أن «استخدام العبارة التي اشتهرت بسبب ورودها في الموسيقى الكينية من قبل الشركات القادمة من الشمال هو أمر غير عادل، خصوصاً أن الكينيين لا يحق لهم القيام بالأمر نفسه»، فإنه طرح تساؤلاً جوهريا حول «أحقية هذه الشركات في احتكار المنتجات الأفريقية من دون افادة أصحابها من ذلك أو موافقتهم على الأقل».
في موازاة ذلك، كتبت المحامية والناشطة الكينية كاثي مبوثيا في صحيفة «بيزنيس ديلي» الأفريقية: «من المؤسف وجود هذا الكم من عمليات الاختلاس من الثقافة الأفريقية على مر السنين»، مضيفةً: «على الوكالات الحكومية أن تفعل دورها من أجل حماية التراث الكينيّ».