في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، كان عصر الفنان والملحن نور الملاح. يُقال إن تلك الحقبة كان يطلق عليها تسمية «ملاّح الاغنية الشرقية» حيث تعامل مع أهمّ النجوم أبرزهما جورج وسوف في أغنية «حلف القمر» وأغنية «وعم يسألوني عليك الناس» لماجدة الرومي. قدّم الملاح أكثر من ألف لحن، لكن الزمن توقف عند لحن أغنية «متل الغربا» (كلمات شفيق المغربي) التي غنّاها الفنان المعتزل ربيع الخولي.
صحيح أن الأخير ترك الفنّ عام 2000 وإتجه نحو الرهبنة، لكن تلك الأغنية لم تغب بغيابه عن الساحة الفنية بل لا تزال ملجأ العشاق المعذبين. لعلّ أصدق تعبير عن تلك الأغنية، هو التعليق الذي كتب أحدهم على «يوتيوب»: «اليوم بالذات جمعتني الصّدفة بحبّي الأول بالفتاة التي أحبّبت منذ نعومة أظافري ولم أحلم بغيرها ولكن القدر لم يكتب لنا أن نعيش سوية تحت سقف واحد. من شدّة حزني هرعت إلى البيت ورحت أستمع إلى هذه الأغنية مراراً و تكراراً... شكراً ربيع الخولي». تعدّ «متل الغربا» جوهرة يرتفع سعرها مع تقدّم السنوات، لكن يبدو أنها ستعود إلى الواجهة قريباً بعدما قرّر ملحم زين إعادة توزيعها وتسجيلها. في التفاصيل أن المغني اللبناني يبحث حالياً في فكرة إعادة إطلاق هذا العمل المليء بالعاطفة، ليطرحها في الأسواق. لكن ما يُعيق تلك الخطوة هو إنشغاله بتسجيل ألبومه الجديد الذي تنتجه شركة «بلاتينوم ريكوردز» وسيبصر النور في عيد رأس السنة. في حال تمّ النصيب بين «متل الغربا» و«أبو علي» كما يحبّ أن يُطلق عليه، فإننا بالطبع سنستمع لذلك العمل الفني في قالب جميل وبأداء ملحم صاحب الصوت الجبلي. فأينما يترك ملحم صوته، يستطيع أن يلمس مشاعر الناس بأقل جهد.