وسط طفرة من الأعمال الفكاهية والنقدية لأداء دونالد ترامب وسياساته، يندرج عرض الكاتبة الأميركية آن واشبورن المسرحي القادم Shipwreck ضمن هذه الخانة، لاسيّما أنّه يشتغل على مقارعة مفاهيم الرئيس السياسة والوجودية. المسرحية الكوميدية المرتقب عرضها للمرّة الأولى على مسرح «ألميدا» في لندن السنة المقبلة، ستضمّ كاراكتيرات عدّة، منها الرئيس الأميركي الحالي مع أحد المقربين منه، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي، بالإضافة إلى شخصية جورج بوش الإبن، وعدد من الليبراليين «الساخطين».
فكرة العمل المنبثقة عن مجموعة الأحداث العنفية التي تلت إطلاق مسرحية «يوليوس قيصر» العام الفائت على مسرح نيويورك الشعبيّ، والتي وجد فيها عدد من المتظاهرين اليمينيين «ازدراءاً عمدياً من ترامب»، تبتغي تسليط الضوء على «صعوبة تعليق الحراك السياسي المعاصر»، وعلى الدور الذي يستطيع المؤلفون المسرحيون تأديته في سبيل تظهير «التغيير الجدلي الذي يفتعله ترامب»، وفق ما جاء على لسان مخرج العرض البريطانيّ روبرت غولد (46 عاماً ــ الصورة) في حديثه مع صحيفة الـ «غارديان» البريطانية.
وبيد أنّ العرض الذي يصفه غولد على أنه «كوميديا كابوسية»، نابع من صلب الراهن السياسي الأميركي، إلا أنّه لا يحيد عن المناخ السياسي العالميّ، خصوصاً أنّ الشعب البريطاني «موشك على مواجهة منعطف سياسي تاريخي في آذار (مارس) المقبل، بعد أن تنسحب بلاده من الإتحاد الأوروبي». كذلك، سيؤجج العمل الهزلي تساؤلات عدة حول الأسباب التي آلت بالوقائع السياسية إلى وضعها الحالي، ويعبر عنّها صاحب «الملك تشارلز» (2017)، قائلاً: «كيف وصلنا إلى هنا، منطلقين إلى الخلف ثم إلى الأمام، من دون أي سلطة على المقود؟ هل هي مؤامرة شريرة، أم مجرّد فوضى سياسية مقبلة؟».