باستثناء سلسلة «طاش ماطاش»، لم يسبق لمسلسل سعودي أن حقق ربع ما أنجزه «العاصوف 1» (تأليف الراحل عبد الرحمن الوابلي وإخراج المثنى صبح بطولة ناصر القصبي و عبد الإله السناني وليلى السلمان وحبيب الحبيب وآخرون). فسلسلة المحاذير والقبضات الرقابية التي تسيّج صناعة الدراما في المملكة السعودية، تعبّد أي طريق إبداعي بجحافل من صخور لا يمكن تذليلها! لكن صاحب «على حافة الهاوية» (تأليف أمل حنّا) قلب المنقلة منذ أن استقدمته mbc ليخرج «حارة الشيخ» (2016 كتابة بندر باجبع) اتبعه بجزءين من «العاصوف» عرض الأوّل فقط. صحيح أنّه صوّر في الإمارات، لكّن المحطة المنتجة هي mbc وبطل المسلسل هو القصبي، والحكاية توّثق مرحلة حساسة من تاريخ الحجاز، وتؤّكد بأن ماضيها لم يكن مسيّجاً كما هو اليوم بالتزمت والتعصب. العمل بدأ في جزئه الأوّل بمشهد صادم لامرأة تضع طفلاً رضيعاً على باب المسجد وتهرب، ثم ولّع إلى الحد أقصى عندما ظهر رجل ناصري يحرق صورة الزعيم جمال عبد الناصر، خوفاً من الملاحقة الأمنية فقامت الدنيا ولم تقعد وحظي العمل بمواكبة إعلامية حتى في «المحروسة» المنغلقة منذ دهر على دراماها المحليّة! على أيّ حال، فالمسلسل كان الأكثر مشاهدة بحسب استبيان نشرته أخيراً إحدى الوسائل الإعلامية الخليجية، كما حصد مخرجه لقب أفضل مخرج، فقرر أصدقاؤه السوريون بأن ينتهزوا المناسبة ليعبّروا لرفيق دربهم عن محبتهم الطائلة، بخاصة أن حضوره في الشام يوازي دور «الأم» بالنسبة لعدد كبير من العاملين في الوسط الفني السوري. إذ يستطيع بوجوده جمع أكبر عدد من الأصدقاء على أرصفة حيّ الشعلان الدمشقي! هكذا، أشعل أمس مدير الإنتاج محمد سّماك ومعه الممثل الشاب بلال مارتيني شمعة على قالب حلوى واحتفلوا بوجود المخرجين زهير قنوع وطارق رزق والسيناريست عثمان جحى والممثلين خالد القيش ومعتصم النهار وعلاء الزعبي جمال شقير وأنس طيارة بعودة صاحب «سكّر وسط» (مازن طه) بعد عقده اجتماعاً في دبي خلال الأيام الماضية من أجل بدء تحضير الجزء الثالث من «العاصوف» فيما لم يحسم صبح أمره حتى الآن إن كان سيلحق إنجاز مسلسل سوري هذا الموسم أم أنه سيكتفي بما يحققه للخليج!