لم تحسم القنوات برمجتها الخريفية بعد. هذا الأسبوع، ستبدأ الشاشات المحلية بالتحضير جدّياً لأعمالها التي ستُطلقها منتصف شهر أيلول (سبتمر) المقبل. بعد إنتهاء «المونديال» التي إختتمت أمس في روسيا، وضعت المحطات جدول مشاريعها على الطاولة للبحث في كل التفاصيل. في هذا الإطار، رغم عدم وضوح صورة البرامج كاملة على القنوات، إلا أن المؤكّد أن البرامج الفنية الضخمة ستغيب عن التصوير كما كان يحصل في السنوات السابقة. هذا الأمر ليس مستغرباً خاصة مع تراجع ميزانيات القنوات وفي المقابل إرتفاع المبالغ المادية التي يطلبها النجوم لقاء إطلالاتهم. حتى إن بعض المقدّمين قد يمشون مع المثل الشعبي القائل «جود بالموجود»، أيّ تقديم برامج إجتماعية وفنية خفيفة لا تحتاج إلى ميزانية كبيرة. فتلك الأعمال لا تستقبل نجوم الصفّ الأول، بل يكتفي مقدّموها بالتعاون مع المغنين الذين تربطهم بهم علاقة صداقة أو معرفة قديمة. على هذا المنوال، يعود برنامج «المكتب الثاني» الذي يقدّمه رجا ناصر الدين و رودولف هلال على قناة mtv بموسم ثان في الاسابيع المقبلة. العمل الفني الحواري يستقبل نجماً ويحاوره بطريقة مباشرة. يعتبر «المكتب الثاني» العمل التلفزيوني الوحيد الذي ينوّع بضيوفه بين الأكثر والأقلّ شهرة، لكن قد يواجه الموسم بعض المشاكل في أسماء الضيوف بعد محاورة مجموعة كبيرة في الجزء الاول منه العام الماضي. أما باقي المشاريع، فتجد صعوبة في محاورة النجوم المعروفين الذين رفعوا سقف أجرهم المادي. في المقابل، تغيب البرامج الفنية الدسمة عن قناة «الجديد»، وستكتفي المحطة ببعض الأعمال التي تجمع بين المواضيع الترفيهية والاجتماعية معاً. حتى إن نيشان ديرهاروتيونيان قد يطل في برنامج يميل الى القضايا الاجتماعية، مع نفحة فنية بسيطة. في حال تمّ الاتفاق بين الاعلامي والمحطة، سوف يغيب نجم «المايسترو» عن الحوارات الفنية التي عرف بها سابقاً، ويفتح صفحة جديدة في لقاءاته. على الضفة نفسها، تغيب المشاريع التلفزيونية الفنية عن قناة lbci وتركّز الشاشة على إستقبال الفنانين بين ممثلين ومغنين، وتغضّ الطرف على الاعمال المكلفة. إذاً، لم يعد مستغرباً غياب البرامج الفنية عن الشاشات، فالميزانيات تتقلص يوماً بعد يوم، وهذا الامر ينعكس على نوعية الضيوف.