بعد فترة طويلة من الرزوح تحت خطر الجماعات المتشدّدة، على رأسها الإرهابي أحمد الأسير الذي أوقف في آب (أغسطس) 2015 أثناء محاولته الهرب إلى خارج البلاد عن طريق مطار رفيق الحريري الدولي، أطلقت مدينة صيدا، بوّابة الجنوب اللبناني، النسخة الأولى من مهرجاناتها الدولية في عام 2016، متحدية تهديدات بعض الأصوات الأصولية الدولية»، ومحققة نجاحاً ملحوظاً وإقبالاً كثيفاً عاماً بعد عام.منذ اللحظة الأولى، طرح هذا الحدث نفسه كمنصة لإظهار الوجه الحضاري لصيدا العريقة تجمع بين الثقافة والفن والسياحة والأنشطة الترفيهية.
كارول سماحة

البداية كانت مع نانسي عجرم وغي مانوكيان، بالإضافة إلى أنشطة سياحية ورياضية. العام الماضي، عاد مانوكيان إلى المدينة الساحلية إلى جانب المصرية شيرين عبد الوهاب وحفلة موسيقية لنجوم «ميوزكهول»، مع الحفاظ على حصّة السياحة والترفيه. هذه السنة، التنويع هو عنوان الدورة الثالثة أيضاً. الحصّة الفنية من نصيب اللبنانية كارول سماحة في 30 آب (أغسطس) 2018 التي ستخصّ الحدث باستعراض ضخم بعنوان «سفر» (Voyage)، يحاط حتى كتابة هذه السطور بالكثير من السرّية. في هذا العمل، تنطلق امرأة شابة في رحلة للبحث عن حبيبها المفقود، تلتقي خلالها بأشخاص «سيغيّرون نظرتها إلى الحياة وينقلونها إلى عالم سعيد، حيث كلّ الأمور أبسط وأقرب إلى الواقع». باختصار، إنّه عالم خيالي «تمتزج فيه الموسيقى الحيّة بالرقص والغناء»، تليه حفلة للسوري ناصيف زيتون في الأوّل من أيلول (سبتمبر).
قبل ذلك، ستُفتح على الواجهة البحرية لـ«مدينة رفيق الحريري الرياضية» أكشاك (24 و25 آب ــ من الخامسة بعد الظهر حتى منتصف الليل) تعرض مروحة واسعة من المأكولات الصيداوية العصرية والتقليدية، أو المعدّة في المدينة، يقدّمها أبناء المدينة ومطاعمها، بهدف «تعريف الناس على هذا الجانب المهمّ من ثقافتنا»، على حدّ تعبير رئيسة اللجنة الوطنية لهذا الحدث، نادين كاعين، في اتصال مع «الأخبار». وتشير كاعين إلى احتمال إضافة موعد ثقافي ــ فني إلى البرنامج، «غير أنّ المفاوضات لم تكتمل بعد، ولا يمكنني الإعلان عن تفاصيله حالياً». وفي 26 آب، ستحتفظ الأكشاك بأماكنها، ضمن يوم عائلي طويل (من العاشرة صباحاً حتى العاشرة مساءً)، تتخلله أنشطة منوّعة، من بينها ركوب الدراجات الهوائية لـ«التوعية إزاء أهمية وممارسة الرياضة عموماً، والحفاظ على البيئة»، وفق كاعين.
تشدّد الأخيرة على «أنّنا نتوقّع أن يكون الإقبال هذه السنة أفضل من الأعوام السابقة»، مشيرة إلى أنّ الجمهور لا ينحصر بأهل صيدا والجوار: «العام الماضي مثلاً، شكّل الحجز من خارج المنطقة حوالى 30 في المئة، وستكون النسبة أكبر في 2018». وتوضح أنّه إضافة إلى التعريف بالمعالم السياحية الصيداوية الغنيّة، ساهم المهرجان في كسر الصورة النمطية التي كانت سائدة في أذهان البعض حولها، فضلاً عن تحريك العجلة الاقتصادية في ظلّ الركود والضيقة التي يعانيها كثيرون فيها.