في الدورة الأخيرة من «مهرجان دبي السينمائي»، استوقفت كاميرا mbc وتحديداً برنامج «صباح الخير يا عرب» النجمة السورية ديمة بياعة، وزوجها رجل الأعمال المغربي أحمد الحلو. خلال دردشة سريعة، اضطّر الحلو للكشف عن مفاجأة كان يحضرها لشريكة حياته تتمثل في إهدائها بيتاً صيفياً في السويد! انقضت أشهر على هذه الإطلالة، ليسافر الشاب الوسيم إلى بلد إنغمار برغمان، وتلحقه زوجته بداعي إنجاز ما خطط له. حينها، صادفهما منتج برامج في تلفزيون svt (التلفزيون السويدي الرسمي). فتح اللقاء شهيته إلى فكرة برنامج تلفزيوني يتيح الفرصة أمام حوارات بين السويديين والعدد الكبير من الوافدين والللاجئين والتعرف إلى حقيقتهم وثقافاتهم. هنا كان المقترح وجبة مختلفة، ربما تهم عدداً من اللاجئين العرب، باعتبارها تبدأ من جردة توثيقية لمسيرة الممثلة السورية، ثم انطلاق الرحلة من بيتها في دبي، وترك فرصة حرة للكاميرا كي تلاحق مشوار الزوجين أثناء رحلة بحثهما عن بيت في مدينة «مالمو» السويدية وضواحيها، واستكشاف طريقة تعاطي العرب والسوريين على وجه التحديد، الذين تجتمع بهم إما مصادفة عفوية أو مدبّرة. هكذا، اختير اسم بسيط للسلسلة التلفزيونية هو «رحلة رائعة للمدام ديمة» يقدّم على مدار ست حلقات، تعرض بشكل أسبوعي كل يوم أربعاء ويعاد تحميلها على الموقع الإلكتروني للتلفزيون، ومدة كل واحدة حوالي نصف ساعة. وقد بثت الحلقة الأولى تحت اسم «العزبة في رونيبي». الملفت بأن الفكرة البسيطة ترجّح الظن لدى من يود متابعتها أنه سيكون أمام عمل ساذج، وربما يقع في فخ الافتعال، لكن طريقة الصياغة التلفزيونية المشدودة، والأسلوب الرشيق، والحميمية الحقيقية التي كانت تظهر لدى الجمهور وهو يحيط بابنة بلده في كل مكان تلتقيه، صنعت مفاصل كافية لتقديم حلقة تلفزيونية في أقصى حدود الإمتاع. تضاف إليها كاريزما رجل الأعمال الشاب، ووسامته، وخفة ظله وحضور يضاهي نجوم السينما، عدا عما تخللته الحلقة من دراما تتمثّل بشخصية الرجل السويدي الملقّب «علي بابا» وهو يتكلم لغتنا بطلاقة، ويعيش بطريقة مغرقة في الطقوس العربية!في حديثها مع «الأخبار»، تقول ديمة بياعة: «التعاطي الأوروبي معي، كممثلة عربية كان ينضوي على فكرة التكريم أصلاً، كأنهم أمام كنز ثمين بالنسبة لهم، لأنهم يعملون على برامج تطرح العرب بحقيقتهم بعيداً عما وصل إلى بلادهم من مفاهيم حربية مغلوطة تروج بأن العربي أصولي ومتعصّب، ومن السهل أن يكون «داعشياً». كنت أعمل بطريقة مريحة جداً، وبأجر عال، وسيتم رصد التفاعل مع المادة التلفزيونية لينجز جزء ثان من هذه السلسلة إن حققت أرقام مشاهدة جيدة». من جانب آخر، توضح نجمة «الفصول الأربعة» (حاتم علي) أنه بالنسبة لها البيت الصيفي، قد يكون في إسبانيا، أو المالديف، أو جزر الكاريبي، وربما سوريا، أو لبنان «لكنني لم أتخيل يوماً بيتاً صيفياً في بلاد باردة جداً مثل السويد. ومع ذلك أخذني المشروع التلفزيوني والاستكشاف الواقعي نحو ما يشبه القناعة بما يخطط له زوجي. بالمناسبة هو أوّل مرة يقف أمام كاميرا».