الصور والفيديوات القاسية التي إمتلأت بها، مواقع التواصل الإجتماعي أخيراً، جراء ما سميّ بـ «مجزرة الغبيري»، التي تظهر تسميم عناصر في البلدية، للكلاب الشاردة، خلقت موجة غاضبة وشاجبة، على مدى أيام.
ظلت هذه الصور، قرينة يعيد الناشطون نشرها، للدلالة على وحشية ما يصنعه جهاز بلدي في لبنان، في ظل غياب أي خطة إنقاذ لهذه الكلاب، رغم صدور قانون لبناني، يرمي الى حماية الحيوانات والرفق بها.
في المقابل، يبدو أن صورة مغايرة، بدأت ترتسم في الأيام الأخيرة، مع مبادرات بلديات جون، معاصر الشوف، طرابلس في إطعام الكلاب الشاردة، وتطعيمها. بلدية جون على سبيل المثال، أطلقت هذه المبادرة، من خلال إطعام الكلاب، وإرسال طبيب بيطري لخصيها لضمان عدم تكاثرها، كما دعت في بيان لها، أخيراً، الناس الى التعاون مع البلدية، من مبدئيّ «الإنسانية والحضارة». بدورها، أطلقت «اللجنة الصحية» في بلدية طرابلس، والمصلحة الزراعية في الشمال حملة لتطعيم الكلاب الشاردة، إذ سيستفيد منها 800 كلب شارد، «للحفاظ على الصحة العامة، وعدم إنتقال الجراثيم في المدينة». هذه المبادرات، لاقت ترحيباً عالياً من قبل رواد السوشال ميديا، وشجعت بالطبع بلديات أخرى، وحتى أفراداً على حذو هذا المسار الإنساني، والأخلاقي في التعاطي مع الحيوانات، والقول بأن هناك حلولاً لهذه الظاهرة، تحفظ حياتها، الى جانب بقية الناس.